منارة الإسكندرية قليوبطرة الملكة وهي التي ساقت خليجها حتى أدخلته الإسكندرية ولم يكن يبلغها الماء قال ويقال أن الذي بنى الإسكندرية شداد بن عاد (١).
ويقال أن بها مساجد خمسة مقدسة مسجد موسى عليه الصلاة والسلام عند المنارة ومسجد سليمان عليه الصلاة والسلام ومسجد ذي القرنين ومسجد الخضر أحدهما عند القيسارية والآخر عند باب المدينة ومسجد عمرو بن العاص الكبير رضي الله عنه.
وكانت الإسكندرية ثلاث مدن بعضها إلى جنب بعض وهي موضع المنارة وما والاها والإسكندرية وهي موضع قصبة الإسكندرية اليوم وهيطة (٢) وكان على كل واحدة منهن سور وسور من خلف ذلك على الثلاث مدن يحيط بهن جميعا واخرج ابن عبد الحكم عن عبد الله بن طريف الهمداني قال كانت على الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق وأخرج أن ذا القرنين لما بنى الإسكندرية رخمها بالرخام الأبيض جدرها وأرضها فكان لباسهم فيها السواد والحمرة فمن قبل ذلك لبس الرهبان السواد من نصوع بياض الرخام ولم يكونوا يسرجون فيها بالليل من بياض الرخام وإذا كان القمر أدخل الرجل الذي يخيط بالليل ضوء القمر في بياض الرخام الخيط في حجر الأبرة وكانت الإسكندرية بيضاء تضيء بالليل والنهار وكانوا إذا غربت الشمس لم يخرج أحد منهم من بيته ومن خرج اختطف وكان منهم راع يرعى على شاطئ البحر وكان يخرج من البحر شيء فيأخذ من غنمه فكمن له الراعي في موضع حتى خرج فإذا جارية فتشبث بها فذهب بها إلى منزله فانست به فرأتهم لا يخرجون
__________________
(١) في حسن المحاضرة زيادة نحو خمسة أسطر سقطت من الرحلة الناصرية ومن جميع النسخ وتتضمن رواية أخرى في بناء شداد مدينة الإسكندرية.
(٢) كذا في جميع النسخ وفي الرحلة الناصرية هبطة وفي حسن المحاضرة لقيطة.