عظيمة مع ما كان في القلب من مرض البين وحرقه واضطرام الفؤاد بسببه مسرعين في أزقة المدينة إلى أن خرجنا من الباب الذي يخرج منه الحجاج وإذا بالناس منها يقولون أن العرب يضرونكم ويؤذونكم لا سيما أني تخلفت منتظرا لحمل القول على الجمل فركب ولدي وكذا سيدي عيسى المذكور ثم لحقت بالأخ في الله سيدي محمد المحفوظي يريد المجاورة والإقامة بها فألجحت عليه بالذهاب فامتنع فزجرته وقلت له تترك زوجتك خالية عن الزوج فأجابني بأني بعثت لها ما تنفقه حتى أرجع وان اختارت التزويج فلها ذلك وكذا البقاء ثم قهرته على المشي معنا فقال أعاهدك أني أقدم بعدكم من الينبع إلى الصعيد وإلى مصر فلم أقبل منه بل ذهب معي إلى أبيار علي ثم فر من هناك إلى الآن والحالة خرجنا منها مع الخوف والحرامية يتبعون وراءنا إلى أن وصلنا إلى الركب.
وبالجملة فأنا أقول في ذلك كقول شيخنا المذكور وأتمثل به ما نصه ولقد أحسن القائل :
ما اشتفت علتي وهذا فراقي |
|
قد تحققته بسير رفاق ي |
هذه مهجتي تذوب دموعا |
|
فانظروها تسيل من آماق ي |
كبدي تلظي وعيني تهمي |
|
هكذا فليكن بديع الطباق |
يا رسولا لنا أتى بكتاب |
|
لم تعارض آياته باتفاق |
والكريم المعراج والبرق خلاني |
|
طريحا إذ سار فوق البراق |
والذي اقتص من قلوب غلاظ |
|
أبت الحق بالسيوف الرفاق |
يا مزيل الغماء أن جل خطب |
|
يا شفيع العصاة يوم التلاق ي |
آن عن قبرك الشريف انصرافي |
|
وانصرامي وما شفيت اشتياق ي |
ولئن كنت قد بللت غرامي |
|
بالتثام الثرى فعندي بواق |