عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ما من عبدين متحابين في الله وفي رواية ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر أخرجه أبو يعلى عن آنس من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أخرجه أبو داود عن آنس وأخرج الحكيم الترمذي عن عثمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل إذا بلغ عبدي أربعين سنة عافيته من البلايا الثلاث من الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يسيرا فإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة فإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة فإذا بلغ ثمانين سنة كتبت حسناته وألقيت سيئاته فإذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة أسير الله في أرضه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفع في أهله قال الحكيم هذا من جيد الحديث وذكرتها لمناسبتها لما نحن بصدده من المغفرة رغبة أن يعمل بها من وقف عليها أو ببعضها فقد أجزت بها من أراد العمل بها من المؤمنين رجاء الثواب وحسن المآب.
ومن عادتهم إذا قرب زمن انقضاء الحر وأقبلت هوادي زمن البرد وظهرت البرودة في الهواء صباحا ومساء أخذوا يدثرون أبدانهم في الثياب الكثيفة التي تلبس في أيام البرد الشديد ويقولون أن البرد في أول أبانه يسرع فساد الأمزجة وهو أضر من البرد الشديد الذي يكون في وسط الشتاء ويقولون أن الناس يلبسون من غليظ الثياب في آخر الخريف ما لا يلبسون في صميم الشتاء وشديد الزمهرير.
قال شيخنا أبو سالم وكنا نحن لألفنا البرد الشديد في بلادنا نتلقاه بأبداننا ونعري