فكم دموع تدفقت ، وكم ضلوع تحرقت ، وكم نسمات هبت ، وكم سحائب رحمة صبت.
فكم حامدكم ذاكركم مسبح |
|
وكم مذنب يشكو لمولاه بلواه |
وكم خاضع كم خاشع متذلل |
|
وكم سائل مدّت إلى الله كفاه |
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنا |
|
فكم ثوب ذل في الوقوف لبسانه |
ورب دعانا ناظر لخضوعنا |
|
خبير عليه بالذي قد أردناه |
ولما رأى تلك الدموع التي جرت |
|
وطول خشوع مع خضوع خضعناه |
تجلى علينا بالمتاب وبالرضى |
|
وباهى بنا الأملاك حين وقفناه |
وقال انظروا شعثا وغبرا نراهم |
|
اغثنا أجرنا يا إلاها عبدناه |
وقد هجروا أموالهم وديارهم |
|
وأولادهم والكل يرفع شكواه |
إلي فأني ربهم ومليكهم |
|
لمن يشتكي المملوك إلا لمولاه |
ألا فاشهدوا أني غفرت ذنوبهم |
|
ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخناه |
فقد بدلت تلك المساوي محاسنا |
|
وذلك وعد من لدنا فعلناه |
فيا صاحبي من مثلنا في مقامنا |
|
ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلناه |
على عرفات قد وقفنا بموقف |
|
به الذنب مغفور وفيه محوناه |
وقد أقبل الباري علينا بوجهه |
|
وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرناه |
وعنكم سمحنا كل تابعة جرت |
|
عليكم وأما حقنا قد وهبناه |
أقلناكم من كل قد جنيتم |
|
ومن كان ذا عذر إلينا عذرناه |
فيا من عصى من يا أسالو رأيتنا |
|
وأوزارنا ترمى ويرحمنا الله |
وددت بان لو كنت حول رحابنا |
|
وترجو رحيما كلنا قد رجوناه |
وقمنا إليه تائبين من الخطا |
|
وغفراننا من ربنا قد طلبناه |