عليه السلام بمكة المشرفة واجتمع بالشيخ الهماق (١) صاحب الطريقة المشهورة بالمدينة المنورة ودخل مصر القاهرة فوجدها طافحة بالعلم والعلماء نيرة زاهرة فركع واستفاد واخذ العلوم العالية عن أولائك كالأسود والأسياد فممن أخذ عنه الصعيدي والحفناوي والجوهري والنفراوي والعفيفي والسيد البليدي والملوي والصباغ والعمروسي وخليل الأزهري وعمر الطحاوي والزياتي والأشبيلي وأبي القاسم الربيعي والهاشمي وابن شعيب الكردي والفيومي وأجازوه في العلمين ثم رجع من المشرق بعد أن امتلاء وطابه وفاض عبابه بعلم وأفاد وألف وأجاد ودعا إلى الله العباد وقهر الجهلة أهل التعصب والعناد فمن تأليفه الرحلة السنية التي سارت بها الركبان وقد دعا لناسخها ومالكها وناظرها فهي حصن حصين ودرع متين ومنها شرحه على المنظومة القدسية للشيخ عبد الرحمن الأخضري في التصوف وحاشية على الكستاني وكتاب المرادي وقصيدة فيها خمسمائة بيت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كالهمزية لكنها ميمية وشرح على خطبة الصغري ورسالة جوابا على قول بعضهم خضت بحرا وقفت الأنبياء بساحله ورسالة في حل اللغز الذي أرسله سيدي أحمد بن يوسف الملياني إلى علماء فاس فعجزوا عنه وأما وفاته رحمه الله فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه يعيش إلى السنة العاشرة من القرن الثالث عشر فتكون وفاته كما أخبر به الصادق المصدوق لأنه لا ينطق عن الهوى ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق ومن رآه فقد رأى الحق كما في صحيح البخاري اه.
__________________
(١) هكذا بالأصل.