وبركة المسلمين في كل عصر وأوان الجامع بين العلمين والكامل في النسبتين حامل لواء الشريعة والحقيقة ومعدن السلوك والطريقة ذو التأليف المفيدة والتصانيف العديدة العالم الرباني والقطب الصمداني والشريف النوراني الشيخ سيدي الحسين الورثيلاني نسبة إلى بني ورثيلان قبيلة بالمغرب الأوسط قرب بجاية التابعة للجزائر كان رحمه الله مجاب الدعوة شديد السطوة لا تأخذه في الله لومة لائم ليله قائم ونهاره صائم.
تراه يصلي ليله ونهاره |
|
يظل كثير الذكر لله سائحا |
متعلقا برب الأرباب متوكلا على الكريم الوهاب قد استوى عنده الذهب والتراب فهو ممن ترك الجيفة للكلاب ورأى المصطفى في المنام فاحتضنه فأول ذلك بزهده في الدنيا والحطام ظهرت على يده الكرامات وخوارق العادات وشهد له أهل الصدق بالولاية الكبرى والمكاشفات ونصر الله به الدين وقطع به دابر الملحدين ولم يزل متضرعا لله في السر والنجوى يصدع بالحق ويقيم السنة صادق اللهجة واضح المحجة مستقيم الحجة قصد بيت الله مرارا وحجه طاهر الجنان رطب اللسان ناشط الأعضاء في العبادة والأركان.
حلف الزمان ليأتين بمثله |
|
حنثت يمينك يا زمان فكفر |
كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما رآه أكثر من ثلاثمائة مرة وفي بعضها قال له عند تعلقه به :
تضلع من علم الشريعة بعد ما |
|
تضلع من علم الحقيقة (١) وتدرعا |
أخذ العلم عن والده وأشياخ وطنه ثم رحل إلى المشرق فحج واجتمع بالخضر
__________________
(١) هكذا بالأصل.