بلاد الينبع وليس هو الجبل الصغير الذي هو بجانب الينبع بل هو الجبل الكبير المشرف عليه وإلى هذا البلد كانت غزوة العشيرة من غزواته صلى الله عليه وسلم ومسجد القرية الآن هو مسجد العشيرة المعدود في المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال السيد السمهودي ما نصه ومسجد العشيرة معروف ببطن الينبع وهو مسجد القرية التي يزلها الحاج المصري ولابن زبالة (١) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الينبع بعين بولا.
قلت وعنده عين جارية لكنها لا تعرف بهذا الاسم انتهى.
وقد دخلنا هذا المسجد وقلنا فيه حتى صلينا الظهر والعصر وتوضأنا من هذه العين وعليها نخيل وفي الينبع ملتفة ناعمة ووجدنا بها العام يبس ماء العين وانهدم بعض سقف المسجد وذبلت النخل وفي الينبع مزاراة على تل مرتفع لأبي الحسن النفاتي وقبر الحسن المثلث فوق القرية لم نصل إليه لبعده وذعارة عرب البلد يزار من بعيد بالنية وبهذا البلد موطن طائفة من الأشراف ومنهم شرفاء بلدنا القاطنون بسجلماسة.
قال البكري في ذكر المراحل من الوجه إلى الينبع ما نصه ثم سرنا من الوجه إلى مشرف (٢) النعام ، ثم إلى حدرات واكام ، وأماكن يرى منها البحر الأجاج ، وشدة تلاطمه بالأمواج ، ثم إلى حدارت كبيرة المقدار ، كثيرة الصخور والأوعار ، ونزلنا في مرحلة يقال لها بركة اكره ، وهي أرض بها حفائر ماء تكره ، ماؤها مر المذاق ، من تقيد
__________________
(١) كذا في الرحلتين العياشية والناصرية وفي ثلاث نسخ زياله وفي نسخة زياد.
(٢) في الرحلة العياشية مفرش.