ووحم هوائها وسوء أخلاق أعرابها (١).
قال أبو سالم وهذا البندر آكد البنادر إلى الخزن لأن الركب في الإياب قد يسبق الملاقي من مصر إلى هذا المحل فيغلى فيه الفول والطعام غاية حتى تعجز عنه الأثمان في بعض الأوقات وفي حجتنا عام تسعة تجاوزناه لقلة مائه ونزلنا قرب العشاء بعد مجاوزته بأميال إذ لم نجد به شيئا من المنال.
قال الشيخ البكري في ذكر المراحل من المويلح إلى الوجه ما نصه ثم سرنا من المويلح إلى دار أم سلطان ، التي هي لعرب البادية أوطان ، ونزلنا بوادي سلمى وكفافة ، وحصل مزيد الأمن بعد المخافة ، وخلف جبلها الغربي البحر الأصيل ، وبجانبه القسطل البري وهو كثير طويل كالنخيل (٢) ، وحفائر مائها عذب بارد ، يشرب منها الغادي والوارد ، قال الشاعر :
إن وادي سلمى بهي بهيج |
|
حيث فيه قبر الولي المسمى |
صاحب السر والمعارف مرزوق م |
|
الكفافي طاب روحا وجسما |
فإذا جئت قبره قم فنادي (٣) |
|
وتوسل بجاهه ثم سل ما |
فأقمنا بتلك المرحلة الإقامة المعتادة ، وحصل لنا ببركة الشيخ مرزوق في الرزق الزيادة ، ومدة المسير كاف تمام ، وعددها معروف من غير اتهام ، ثم سرنا إلى بندر الأزلم ، ولا يرغب فيه من بحقيقته يعلم ، فماؤه ملح أجاج ، ما شربه إنسان إلا أحتاج إلى العلاج ، فأقمنا به من غير إقبال ، ورحلنا منه بعد الزوال ، ومدة المسير إليها ست
__________________
(١) في الرحلة العياشية وبعد العمارة وشدة الحر (الحرب) لقربها من بلاد الحجاز بل غالبها منه وسوء أخلاق عربها.
(٢) في الرحلتين العياشية والناصرية القسطل البري منتظم كالنخيل.
(٣) كذا في جميع النسخ وفي الرحلتين قبره فتأدب وهذه الرواية أصوب.