هذا المحل من لصوص
يتعرضون للركب فتشتد أذايتهم وتعظم نكايتهم لا سيما عند البرج قرب بندر العقبة
ولكن ذلك في الرجوع أكثر ولم نر فيه والحمد لله بأسا ولا بؤسا ووصلنا ظهر الحمار
بعد الظهر ووجدنا أخريات المصري ووقفنا حتى غاب عنا وسار وصلينا العصر وهو بسيط من
الأرض أحرش مرتفع يطلع إليه من مسلكين لا يخلوان من صعوبة وتحته على ساحل البحر إحساء
كثيرة في وسط حدائق النخل وقلما يخلو من عمارة بعض ضعفة الأعراب لا سيما في وقت
جذاذ النخل ويكون فيها في ذلك الوقت رطب جيد وماء هذا المحل كله عذب طيب قال شيخنا
أبو سالم في رحلته ويسمى ذلك المحل في زماننا هذا حفائر النخل وخلفا البحر يمينا
فسرنا ونزلنا بعيد المغرب في فسحة من الأرض بين جبلين ثم ارتحلنا منه يوم الأحد
الأول من يناير حادي عشر ذي القعدة وبلغنا عش الغرب قبل الظهر وجاورنا دار المصري
بشرفات بني عطية بموضع يقال له أم العظام وهناك أرجام كالشعاب عن يمين الذاهب.
ذكر العبدري في
رحلته أن ذلك قبر الشفاف والشفاف رجل كان يقطع الطريق على الحاج هناك في غابر
الزمان وقصته مشهورة في رحلة العبدري ومن وراء الجبل الذي على يسار الذاهب بلد
واسع فيه ماء جار وأرض مخصبة وربما عطش الركب في ذلك المحل فيأتي العرب بماء
يبيعونه ونزلنا قبيل مغيب الشفق وبنو عطية هم عرب هذا البلد.
قال الإمام أبو
سالم ويقال لهذا المكان يعني الشرفات عش الغراب.
غريبة تزعم العرب
أن الإبل تنفر في هذا المكان ويقولون أنها تسمع صوت