ومدة المسير ، إليه اثنتا عشرة ساعة بالتحرير ، وبعدها الجد إلى سطح العقبة في المسير ، وهو سطح واسع الأكناف ، متسع الجوانب والأطراف ، لا يوصل إليه إلا بالاستطاعة ، لأن مدة المسير إليه اثنتا عشرة ساعة ، ثم سرنا إلى العقبة ، وما أدراك ما العقبة ، فكم بها من حدرة ومضيق ، وجبال في شكل الحمرة والبياض وهي عقلة في الطريق ، وصعود وانهباط ، وعلو وانحطاط ، قال الشاعر :
عقبات يسلك الناس بها |
|
بقلوب لم تزل مرتعبه (١) |
قد قطعناها بوقت هين |
|
لم نرى فيها أمورا متعبه |
نحمد الله الذي خلصنا |
|
فاسترحنا من عقاب العقبه (٢) |
فقطعنا تلك الحدرة الكبرى ، ثم سرنا إلى واد بشاطئ البحر وأحطت به خبرا ، وبجانب البحر مغائر ماؤها عذب فرات ، وآبار تسقي منها الناس بسائر الجهات ، ورأينا نخلا زاهية ، وقلعة حصينة عالية ، فأقمنا بتلك المنزلة ثلاثة أيام ، ونحن في زيادة إنعام ، وذبح أنعام ، وقد وردت الفواكه من غزة وأعمالها ، فنصبت للبيع وانخفضت (٣) الأسعار ورفعت البواقي على أحمالها ، وبقلعتها يوضع البضائع ودائع إلى الإياب ، ومدة المسير تسع ساعات في الحساب ، انتهى كلام البكري.
وزرنا قبر الشيخ إبراهيم اللقاني في مقبرة هنالك محوط عليه بالأحجار على يسار الذاهب إلى منزل الركب وأوقفنا عليه مغربي ساكن في بندر العقبة نيفا وعشرين سنة ثم ارتحلنا من العقبة صبيحة السبت فسرنا في مسلك ضيق بين البحر والجبل لا يمر به إلا جمل أثر جمل كأنه مثل الصراط إلا أنه غير مستقيم وقلما يخلو
__________________
(١) في غير الرحلة العياشية متعبة وفي ثلاث نسخ متعبة مكررة وفي نسخة منتعبة.
(٢) في الرحلة العياشية وارحنا وفي جميع النسخ اراحنا من عقبات.
(٣) في الرحلة العياشية وانحبطت.