امتنع لأن المانع مضاد لأصل البصر وضد المثل ضد.
قلت نعم غير أنه إنما يلزم في غير المتعلق كالألوان والأكوان لأن اللون إذا قام بمحل منع قيام ضده به فإن قام السواد مثلا بمحل واحد منع قيام البياض به وأما قيام بصر زيد في جزء من محل عين عمرو فلا يمنع من قيام مانع بصر بكر فيجتمع المانع والبصر في محل واحد غير أنهما مختلفان تعلقا كما ترى وهذا كلما مررت بهذا المحل إلا خطر لي هذا الإشكال في صميم القلب فادفعه بما سبق من الجواب غير أن في القلب منه ما ذكرنا فتأمله منصفا والله اعلم.
والسؤال الثالث والرابع بالنسبة لعلم الكلام في تعلق علم الله بالمحال هل تعلق به تصورا أو تصديقا وهو سؤال قوي فقد زلت فيه الأفاضل والفحول فلم يفصح لي بالجواب أيضا نعم تعل علم الله بنفي الشريك وشبهه من كل محال وإنما الخوض في علمنا الذي يتعلق تصورا وتصديقا وأما علم الله فمنزه عن ذلك وان بقي فيه نوع خبط (١) غير انه خوض في ما لا يليق به تعالى إذ أكثر من هذا مستحيل عليه تعالى.
والسؤال الخامس في قول السيد الخرشي في شرح خطبة خليل وحمد المؤلف العام وشكره الخاص في مقابلة قول البراذعي على ما خص وعم من نعمه فما للبراذعي ترق وما للمؤلف محتمل له وللتدلي فقال في تقرير ذلك ونسبه لابن مرزوق أن الأصوليين اختلفوا هل الخاص أفضل أو العام في ذلك قولان فإذا بنينا على أن العام أفضل فقول البراذعي ترق لأنه بدا بالخاص ثم العام وأما قول خليل فيحتمل القولين فإذا كان العام أفضل فهو تدل وإن كان العكس فترق.
قلت هذا منقوض لأن البراذعي كخليل أي عبارتهما معا تحتمل القولين فلا
__________________
(١) في نسخة خطب.