الدار الحمراء فاستهل لنا هلال ذي القعدة وهو كالسنان المنعطف فوق الصعدة.
انعطاف وتنبيه لما ظعنا من كفر حمام أردت أنا ومن اتبعني من الفضلاء السفر مع الركب المصري لما اشتهر من ظلم الركب الجزائري للناس وللهرج فيه أيضا حتى أن الإنسان يتمنى لم يقدم إلى الحج وان شيخ الركب ليس إلا يساعد الناس على ما هم عليه من ظلم وغيره وأنا لا أملك نفسي عند ظهور الظلم وساعدني الأخ في الله سيدي أحمد الطيب وسيدي أحمد بن حمود (١) وغيرهما من أفاضل الركب فلما ظعنا وأرنا الفرقة رحل جميع الركب وراءنا من غير تراخ إلى أن وصلنا إلى إمبابة (٢) وجاهة بولاق فنزلنا فرادى ونزل معنا بعض الركب وبقينا أياما هناك غير أن الناس لم ينزجروا عن التعدي عن زرع الناس بل حصدوه ورعوه بالإبل والفلاحون يتشكون ويبكون ويتباكون فنهيناهم وزجرناهم بل ضربنا بعضهم فلم ينزجروا بل زادوا ظلما وعدوانا فذهبت للشيخ فقلت له ليس إلا الانتقال إلى بولاق فرحلنا وقطعنا النيل بأجرة كما هو العادة غير أن أهل الركب يقطع أكثرهم ويمتنع من إعطاء الأجرة فلما رأينا ذلك منهم وشاهدنا عدم توبتهم نزلنا فرقتين فالشيخ مع بعض الركب نزل محاذيا لبولاق ونحن نزلنا بين مصر وبولاق ثم أن من نزل معنا من لم ينكف عن الظلم والتعدي فاكترينا (٣) عن رجل جندي غير أنه لما طلب قبض ثمن الكراء اتهمناه (٤) فأتينا به إلى شيخنا الفاضل الكامل المحقق العلامة المدقق صاحب التصانيف المفيدة سلطان العارفين وإمام السالكين الشيخ البركة سيدي محمد الحفناوي نفعنا الله به وبأمثاله آمين فعاهده وتوثق جميعنا بحضرته.
__________________
(١) في نسخة حمودي.
(٢) كذا في نسخة ولعله انبابة وفي ثلاث نسخ أم بابة.
(٣) في ثلاث نسخ فلما اكترينا.
(٤) في نسخة امهلناه.