لطيفة وعظية والشيء بالشيء يذكر ذكر الشعراني رحمه الله في طبقاته عن بعض الصالحين ممن يسكن في بعض قرى مصر انه كثرت أذاية أهل القرية التي هو بها له فعزم على الخروج منها فاكترى جمالا لحمل أمتعة فأتي بجمل فجعل يلقي عليه كل ما كان من الأمتعة فلما أكثر عليه قال له الشيخ أنك قد ثقلت على هذا الجمل فقال له صبي هناك يا عم إن الجمل يحمل أكثر من هذا فتفكر في نفسه وقال هذا خطاب من الحق لي فإذا كان الجمل وهو من الحيوانات العجم لا يعقل ولا يرجو ثوابا يحمل أكثر من هذا فكيف لا أتحمل أكثر من هذا من إذابة الخلق فحط أمتعته ورجع فسمع منشدا
أن الجمال التي بالحمل قد عرفت |
|
تأبى العياء ولو مست من القتب |
فأكد ذلك عنده لما فهمه اه ـ إلى أن قال وقد ذكر شيخنا أبو سالم عن بعضهم أن الوباء قد وقع مرة بمصر وكثر الموت حتى كان يدفن في اليوم الواحد أربعون ألفها فهمّ الباشا وأتباعه بالخروج من مصر والفرار لما شاهد من كثرة الموت فلما فشا خبر أرادته الخروج طلع إليه رجل مسن من أهل التجربة والرأي فقال له بلغني أنك تريد الخروج فما الذي يخرجك قال هذا الموت الذريع الذي وقع في الناس فقال وأي موت هنا أبعث شيوخ الحومات بمصر لك كم من حومة بمصر فبعث إليهم فعدوا الحومات فوجدوها أربعين ألفا فقال له ذلك الشيخ ألم أقل لك أي موت هنا إنما هذا ميت من كل حومة فهو أما عبد أو صبي أو امرأة فلما سمع الباشا ذلك خف عليه الأمر فجلس اه ـ.
وممن أخذ عنه سيدي أحمد بن ناصر في مصر وقد أخذ عن كثير من الأشياخ إلا أن إمام الجميع وهو أبو الحسن علي الزعتري إلى أن قال فيه ما نصه ومما أفادنيه وأنشدنيه :