عمرة أو قالوا حجة. ولم يزل أهل تلك الآفاق يزورونه في كل سنة حتى كثر ذلك ، فصار موسما من مواسم الحج ، ومنسكا للعامة. وإذا كان لبعضهم على بعض حق قال أمهلني حتى ينقضي الحج ، وما يعنون إلا زيارة الجند.
ثم ذي أشرف (١) ، وبها مسجد مكتوب على أحجاره فوق بابه : مما أمر به عمر بن عبد العزيز بن مروان (٢) ، ثم مدينة إب (٣) ، ثم النقيل (٤) ، ثم ذمار (٥) [ثم ما بين ذمار وصنعاء مسافة خمسة أيام ، في كل مرحلة منها بناء](٦) ثم جامع صنعاء ، وهو عظيم ، ثم من صنعاء إلى صعدة ، عشرة أيام [في كل مرحلة من ذلك جامع](٧). ثم من صعدة إلى الطائف سبعة أيام ، في كل مرحلة جامع ، ومصانع للماء. ثم عقبة الطائف ، وهي مسيرة يوم للطالع من مكة ، ونصف يوم للهابط إلى مكة ، عمرها حسين بن سلامة عمارة (٨) يمشي في عرضها ثلاثة أجمال بأحمالها.
هذه الطريق العليا. وأما طريق تهامة ، فهي تفترق أيضا طريقين ، فواحدة ساحلية على البحر ، وواحدة وهي الجادة السلطانية متوسطة منها إلى البحر والجبل وافتراقهما من تهامة. وفي كل مرحلة من الطريقين الساحلية والوسطى جامع عظيم (٩) ، فمن الساحلية والوسطى المخنق ، وهي من عدن على ليلة ، وبها بئر طولها ثمانون (١٠) باعا ، وأنا وردتها مرارا ، وجامع
__________________
(١) في خ : أشرق.
(٢) مدة حكمه (٩٩ ـ ١٠١ ه.).
(٣) في خ : أن.
(٤) صفة : ١٨٩ وتعرف باسم نقيل سمارة (الصليحيون ٤٧).
(٥) ياقوت : ٢ / ٧٢١.
(٦) زيادة من خ.
(٧) زيادة من خ.
(٨) في خ : عمارة متقنة.
(٩) في خ : جامع وبئر.
(١٠) في خ : ثلاثون.