المبين : (الم (١) أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (٣). واستطاع المكرم وأعوانه أن يرفعوا الحصار عن صنعاء ؛ وتتبعوا الأعداء
فانتصروا في ناحية حضور. وحارب الأعداء في كل مكان ؛ والله يعطيه النصر ويبسط يده
عليهم». [عيون : ٧ / ٩٣].
وبعد أن استقرت
الأمور في دولته قام بجيشه لتخليص أمه من أسر سعيد الأحول بعد أن عين على صنعاء
إسماعيل بن أبي يعفر الصليحي نائبا عنه ؛ وخرج من قرية العمد. [في أرض لعسان في
بطن تهامة (صفة : ١٠٥) ؛ وهي الآن قرية من قرى همدان في مديرية آل سريح] في يوم
الأربعاء لست بقين من شهر صفر سنة ٤٦٠ في عشرة آلاف راجل وفارس. [عيون : ٧ / ٩٩].
وكان قد خطبهم ووعظهم بقوله : «إننا لم ننزل لعرض من الدنيا نصيبه ولا مال نخزنه ؛
ولا لشيء نذهب به من متاع الدنيا ؛ سوى إدراكنا ثأرنا من هؤلاء العبيد واستنقاذ
حريمنا ؛ لا لقصد إضرار بأحد من الناس ؛ ولا لتغيير شيء مما يملكون ؛ ولا تعد على
زروعهم ومواشيهم ونحن في طريقنا .. وقد رجوت أن تكون سيرتكم جميلة ؛ ولكم حسن
الأحدوثة ؛ وحميد العاقبة .. ولا تتعدوا على أحد في طريقكم ؛ إلا من وطركم ونال
منكم» [نفسه : ٧ / ٩٧].
وقد رأينا كيف
تمكن المكرم من تخليص أمه من الأسر ، ثم عاد مسرعا إلى صنعاء لعلاج المشاكل
والأمور التي تعقدت في أثناء غيابه [الصليحيون : ١٢٥ ـ ١٢٩]. ثم ما لبث أن قاد
جيشه مرة ثانية لفتح زبيد وتهامة والقضاء على سعيد الأحول قاتل والده في أم الدهيم
سنة ٤٥٩. وكان خروجه من صنعاء في يوم الخميس غرة شهر رمضان سنة ٤٦١ وقد مر بنا ما
كان من انتصاره وقتل سعيد الأحول عند قرية ماية [ماية : في رأس جبل بني الحارث ،
ومتصلة بجبل الشعر مباشرة].
وقتل بلال بن
نجاح وأخوه مالك بجهة نقيل صيد على يد عامر بن سليمان الزواحي.