تلاشوا في قبيلة مذحج ، وهذه رواية أكثر احتمالا من تلك التي نقلها ابن خلدون في نصنا عن ابن حزم. فيبدو أن الرئاسة قد ظلت في أيدي بني الحارث المذحجيين ، ثم انتقلت إلى أسرة من تلك القبيلة تعرف ببني ديان (زيان؟) من سلالة يزيد الملقب بديان ، وكان ابنه عبد المدان الذي ورد في المتن ، وفي حاشية رقم ١٢٢ بأنه أب (أوجد؟) يزيد بن عبد المدان الذي اعتنق الإسلام.
ويمضي ابن خلدون ناقلا لنص من ابن سعيد يقول : بأنه في القرن السادس (الهجري) كانت السلطة العليا في يد عبد القيس من أسرة أبي الجوذ ، من سلالة عبد المدان. ويقول في المتن ـ وربما يعتمد في ذلك على بعض الثقات ـ إن عبد القيس خلعه ابن مهدي ، ولكن يلاحظ أنه لم يذكر في كتاب عمارة كما لم يرد ذكر لنجران كموضع من المواضع التي حكمها ابن مهدي.
ويجب أن أضيف أني لم أجد مثالا آخر فيه عبد القيس اسم من الأسماء التي يتسمى بها أحد المسلمين في العصور الإسلامية (١).
حاشية [١٢٧] : لم أجد ما يؤيد رواية ابن خلدون بأن القاسم هرب إلى الهند وتوفي هناك. ويقول الخزرجي : إن بعض اليمنيين مضوا إلى جبل
__________________
(١) هناك بطن من مذحج من القحطانية ينسبون إلى الحارث بن كعب ، سكنوا في مقاطعة نجران ، وكانوا جيرانا لبني ذهل بن مزيقياء بن الأزد ، وبني حارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ، وكانت نجران قبلهم لجدهم ، ثم نزلها بنو الحارث بن كعب ، فغلبوا عليها بني الأفعى ، ثم خرجت الأزد من اليمن فمروا بهم ، وكانت بينهم حروب. وأقام من أقام في جوارهم من بني نصر بن الأزد وبني ذهل مزيقياء ، واقتسموا الرياسة ، فنجران معهم. وكان من بني الحارث هؤلاء المذحجيين ، بنو الديان ، واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحرث بن مالك بن كعب بن الحارث ، وهم بيت مذحج وملوك نجران. وكان رياستهم في عبد المدان بن الديان ، وانتهت قبل البعثة النبوية إلى يزيد بن عبد المدان. وكان قبل الإسلام بعضهم يدين بالوثنية وبعضهم بالنصرانية والبعض باليهودية ، ثم اعتنقوا الإسلام في عهد الرسول : (العبر : ٢ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ؛ لسان العرب : ٢ / ٤٤٢ ؛ معجم القبائل : ١ / ٢٣١).