لفتح المظفر ، وقد ذكره الجندي (١) والخزرجي في العقود اللؤلؤية يتابع ابن حاتم. ويطلق الخزرجي على بلدة ظفار (الحبوضي) ، وفي الأصل غير معجمة. وهذا الاسم ورد في رحلة ابن بطوطة (ظفار الحبوضي) وترجمها إلى الفرنسية ديفريمري وسان جينتي «ظفار ذات النباتات الملحة المرة». وقد تكون ظفار الحبوضي هي القراءة الصحيحة ، ولا ندري إذا كنا نستطيع أن نستخلص من هذه الرواية أن البلدة سميت باسم مؤسس الدولة ، ويسميه الجندي الحبوضى دون إعجام الياء ، والكلمة عنده هي فيما يبدو الحبوضى وفي سبرنجر الحبوضى. وعند ذكر ابن خلدون أن فرضة ظفار كانت قصبة الملك عند التبابعة (٢) ، فمن الجلي أنه يخلط بينها وبين سميتها بلدة الحميريين العتيقة ، التي تقع جنوبي صنعاء ، ولا تزال أطلالها باقية إلى اليوم (انظر حاشية ٢٢).
حاشية [١٢٢] : قيل بأن كعبة نجران (٣) كانت كنيسة مسيحية بناها آل عبد (٤) المدان بن ديان (ريان) الذي سيرد ذكرهم في حاشية ١٢٦ ، وعن قس بن ساعدة انظر مروج الذهب (٥) ، وتوفي في نحو الوقت الذي بدأ فيه
__________________
(١) السلوك : ١٨١.
(٢) بطن من حمير بن سبأ من القحطانين (المختصر : ١ / ١٠٥ ، معجم قبائل العرب : ١ / ١١٥).
(٣) نجران من مخاليف اليمن من ناحية مكة وسمي بهذا الاسم نسبة إلى نجران بن زيدان بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، لأنه أول من عمرها ونزلها ، وكعبة نجران يقال : بيعة بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي ، على بناء الكعبة. وعظموها مضاهاة للكعبة ، وقد أقيمت على نهر بنجران ، وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل ، وكان يستغل من ذلك عشرة آلاف دينار ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : «القرى المحفوظة أربعة : مكة والمدينة وإيلياء ونجران ، وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ، ولا يرجعون بعد هذا أبدا». (ياقوت : ٨ / ٢٥٨ ـ ٢٦٥).
(٤) وهم بطن من بني الحارث بن كعب ، كانت لهم كعبة نجران ، وأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم سنة عشر خالد بن الوليد فأسلموا. (لسان العرب : ٢ / ٣١٩ ؛ معجم قبائل العرب : ٢ / ٧٣٤).
(٥) المسعودي : مروج الذهب : ١ / ١٣٣.