وهناك كاتب آخر أتيحت لي الإشارة إليه في الصفحات التالية هو الأهدل ، فهو مؤلف كتب عدة ، أورد لنا حاجي خليفة عناوين بعضها.
وبمكتبة المتحف البريطاني نسخة واحدة منها تحت رقم (١٣٤٥ قسم شرقي). هذه المخطوطة تنقصها الورقتان الأولى والأخيرة ، واستعيض عنهما بورقتي غلاف وخاتمة زائفتين ، ومع ذلك فليس هناك مجال للشك في أن هذه المخطوطة هي كتاب الأهدل. الذي أورده حاجي خليفة باسم «تحفة الزمن في أعيان أهل اليمن». والاسم الكامل للمؤلف هو : أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الأهدل الحسيني وكان من أسرة لها مكانة في اليمن وإن يكن أصلها العراق. وقد ولد كما قال بكتابه حوالي سنة ٧٧٩ ه. وكان على قيد الحياة سنة ٨٤٨ ه. ووصف كتابه بأنه مختصر لتاريخ الجندي ، وهو في الحق لا يزيد إلا قليلا عن هذا ، وإن ضم إضافات تصل به إلى عصر المؤلف. وتقع مخطوطة المتحف البريطاني منه في ٣١٣ ورقة.
ويشكو الأهدل عيوب نسخته من كتاب الجندي ، ثم يبدي الملاحظات التالية في هذا الصدد : «وانتهى ما اختصرت منه (أي من كتاب الجندي) ، وما تيسر من الزيادات ، وفي الأصل الذي اختصرت منه مواضع سقيمة ، وقد تحريت فيها بحسب الإمكان ، وما تحقق خلله فليصلحه ، وبالله التوفيق».
أما جغرافية اليمن ، فما نعرفه إلى الآن منها يغلب عليه القصور ، إلا ما كان عن ذلك الجزء الذي ارتاده أخيرا الدكتور إدوارد جلازر. ولقد حاولت تذييل معلوماتنا المستمدة من مؤلفي الغرب بإشارات مما ألفه كتاب هذه البلاد ، فإذا بي ألقى في مهمتي عسرا شديدا. على أن «صفة جزيرة العرب» للهمداني (المتوفى سنة ٣٣٤ ه.) يتناول بلاد اليمن بالتفصيل ، فيمتاز بمزايا من العسير إغفال ذكرها. وأشهر طبعات هذا الكتاب هي التي نشرها د. ه. ملر ، وكانت لي نعم العون (١).
__________________
(١) المجلد الثاني من طبعة ملر يشتمل على الحواشي والفهارس ، ولم يكن قد طبع بعد في الوقت الذي شغلت فيه بمراجعة الكتاب. ولم أحس بنشره إلا بعد أن كنت قد فرغت منه ، وعنيت بالمسائل الأخيرة ، ومع ذلك فقد وصلني الكتاب في وقت لا يزال فيه عظيم الفائدة لي (كاي).