حاشية [١٠٩] : يبدو أن ابن خلدون يخلط هنا بين حوادث الحملة التي قام بها الداعي المكرم لتخليص أمه من الأسر ، وحوادث المؤامرة التي أدت إلى قتل سعيد بن نجاح. وقد جاءت سنة ٤٩٧ التي خلص فيها المكرم أمه من الأسر في كل من مخطوطتي لندن وباريس ، وكذلك في طبعة بولاق من تاريخ ابن خلدون ، ولكن من الواضح الخطأ في إيراد هذه السنة ، كما يمكن أن تستخلصه من سنة ٤٧٩ التي جاءت بعد هذه السنة مباشرة. ومن الممكن أن نصححها إلى سنة ٤٧٥. فقد قتل الصليحي في نهاية سنة ٤٧٣ [حاشية ٣١] وأسر أمه (أم المكرم) كما جاء في عمارة ظل عاما كاملا (١).
ورواية ابن خلدون عن قتل سعيد بن نجاح في حاجة إلى ضبط وتصحيح. فإدراج اسم يعفر ، ولو أنه جاء من المخطوطتين ، وفي نسخة بولاق المطبوعة ، فإنه لا أساس له ، ويرجح أنه وقع من خطأ الناسخ أو المؤلف ، لأن نظره وقع بسبب الإهمال على التشابه بين يغرى الذي جاء في المتن واسم يعفر. ومن الخطأ أيضا ما رواه من أن رأس سعيد حملت إلى زبيد. ويلاحظ أيضا أن رواية ابن خلدون عن أعمال جياش ووزيره خلف عند عودتهما إلى زبيد ، تختلف اختلافا كبيرا عما جاء في عمارة. وهذه الأخطاء كلها هي نتيجة الإهمال في قراءة المتن الأصلي الذي يعد ابن سعيد المسؤول الأول عن ذلك.
حاشية [١١٠] : بيهق (٢) اسم مقاطعة قرب نيسابور ينسب إليها عدد من الأعلام منهم : أبو بكر أحمد بن الحسين (٣) بن علي البيهقي. يرى
__________________
(١) ذكرت في التعليق على الحاشية : [٣] ما كان من أمر قتل السلطان علي بن محمد الصليحي ، وصححت تاريخ قتله معتمدا على المصادر الأصلية. كما ذكرت في التعليق على الحاشية [٣٥] ما كان من أمر قتل سعيد الأحول على يد الملك المكرم.
(٢) بيهق : أصلها فارسية ومعناها الأجود ، وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور تشتمل على ٣٢١ قرية ، والغالب على أهلها مذهب الرافضة الغلاة (ياقوت : ٢ / ٣٤٦).
(٣) هو الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي ، الفقيه