الزيدية الفارسية ، والزيدية اليمنية أو العربية ، لم يخضعا لإمام واحد إلا في حالات فردية قليلة ، وكلاهما يقر السيادة (السلطة) المطلقة للإمام الشرعي. ولكن الشقة التي فصلت كل فريق عن الآخر وذلك عن الوجهة الجغرافية. واستحالة التعاون الفعلي بينهما في المسائل السياسية التي يسعى لها كل واحد منهما ، قد أوجد صعوبة عملية لم يتيسر التغلب عليها إلا بدرجة جزئية في حالات قليلة نادرة ، فضلا عن أنه كان يوجد في بلاد العرب منافسات كثيرة بين أدعياء الإمامة المختلفين ، وكان يسلم بحقهم فيها فريق ، وينكره فريق آخر ، ولذا فقد ترتب على ذلك فروق كثيرة وخلافات بين أتباع الأئمة التي جاء بها مختلف الكتاب.
ومن الكتب التي أتيح لي الرجوع إليها : «كتاب يواقيت السير» الذي أورد فيه مؤلفه ثبتا كاملا بأسماء الأئمة ، وصل فيه المؤلف إلى أواسط القرن السابع الهجري ، وقد ذكر أسماء كثيرة أغفلها غيره من الكتاب ، وقد أدرجتها في جدول النسب الذي ذيلت به هذه الحاشية. وهذا الجدول سيعين القارىء على أن يتتبع بسهولة ويسر وشائج القربى التي تصل بين كل أسرة وأخرى من الأسر المختلفة.
وأسماء الأئمة الفارسيين الذين بويع لهم على التعاقب في إقليمي الديلم وطبرستان قد طبعت أسماؤهم بحروف مائلة (١). وقد أدرجت فيه اسم الحسن بن زيد وأخاه محمد (من سلالة الحسن بن زيد بن الحسن). وذلك لأنهم قد مهدوا دون ريب الطريق للأئمة على الرغم من أن الزيديين لا يعترفون بهما. وهؤلاء الأئمة قد أحرزوا نفوذا وسلطانا في البلاد المطلة على الشواطىء الجنوبية من بحر الخزر.
وقد أضفت سلسلة نسب الاثنا عشرية وأوائل الأئمة الإسماعيلية وذلك تيسيرا للقارىء. ورقمت الأئمة الاثنا عشرية بأرقام مميزة وهي أرقام رومانية. والأئمة الآخرين بحروف كبيرة من حروف المعجم ، وقد انشق
__________________
(١) أظهرتها في الجدول المترجم بخط ظاهر.