حاشية [١٠٦] : وقع قتل المتوكل (١) ، وتنازل المستعين (٢) عن الخلافة قبل حكم أبي الجيش (٣) بزمن طويل ، وعلى ذلك فالعبارة التي وردت في المتن تنطبق على أسلاف أبي الجيش.
حاشية [١٠٧] : رواية ابن خلدون عن الأئمة الزيدية في صعدة المعروفين بالرسيين (٤) تقع في (ص ١٣٥) ، وفي الفصل الذي عقده عن الشيعة دخل ابن خلدون في تفصيلات عن الفرق الرئيسية التي انقسم إليها أشياع علي ، كما أوردوا صفا للزيديين ، وبدأ ابن خلدون بقوله : إن الشيعة عن بكرة أبيهم متفقون على نقطة أساسية وهي أن عليا صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، عين ليكون وريثا شرعيا للنبي ، ولكن مسألة المبدأ الذي بقيت عليه حقوقه في الوراثة صارت بين الشيعة من مواضع الخلاف. ففريق كبير منهم وهم الإمامية وتشمل الاثنا عشرية (٥) ، والإسماعيلية يذهبون إلى أن أهلية علي للخلافة تستند إلى منزلته ومناقبه ، وأن ذريته وورثته قد مضوا في نسق منتظم طبقا لهذه القاعدة. وإنه لا يوجد بين البشر من يحق له إيقاف الاعتراف بحق علي أو حق خلفائه ، ولذلك فإن الإمامية ينكرون خلافة الشيخين أبي بكر وعمر.
ومن جهة أخرى نرى الزيديين أنهم فضلا عن إقرارهم بوراثة علي للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الخلافة ، يذهبون إلى أنه لم يعين لهذا المنصب بسبب
__________________
(١) هو أبو الفضل جعفر المتوكل على الله بن المعتصم حكم من ٢٣ من ذي الحجة سنة ٢٤٢ إلى ٣ شوال سنة ٢٤٧ (زامباور : ١ / ٣ المترجم).
(٢) هو أبو العباس أحمد المستعين بالله بن محمد بن المعتصم حكم من ٣ ربيع الثاني سنة ٢٤٨ إلى أن اعتزل الحكم في ١١ ذي الحجة سنة ٢٥١. (نفسه).
(٣) أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم حكم من سنة ٢٩١ إلى سنة ٣٧١ ه. أي بدأ حكمه في عهد الخليفة العباسي أبي محمد علي المكتفي بالله بن المعتضد (٢٨٩ ـ ٢٩٥) ، واستمر حاكما إلى عهد الخليفة أبي الفضل عبد الكريم الطائع لله بن المطيع (٣٦٣ ـ ٣٨١ ه.).
(٤) الرس معناها البئر ، أو اسم لجبل في المدينة. (راجع اللوحة الخاصة بهم فيما بعد).
(٥) سموا هكذا لأنهم يؤمنون بإمامة اثني عشر إماما ؛ آخرهم المهدي ، الذي ينتظرون عودته.