فاستولى على التعاقب : صبر (١) وبادية (؟) وشرياق وعزان (٢) ذخر ، ونمير التي كان يملكها الأمير منصور (بن عمران) بن محمد بن سبأ ، ثم استولى على منيف وعلى السمدان ، ولكن لم يهاجم ساوا (سوا) التي كان يملكها ابن السبائي ، ثم حاصر الدملوة (٣) التي كان يوجد بها أبناء الداعي عمران تحت وصاية جوهر ، وأقام المجانيق لكي يهدم أسوار الحصن ، ولكن القذائف نزلت على الصخور السفلية دون أن تؤذي المعتصمين بالحصن. ومع ذلك فإن جوهرا قد سلم القلعة في النهاية في مقابل امتلاك بعض الأراضي المنخفضة المجاورة للحصن. وفي شعبان كان توران شاه في ذي جبلة حيث علم بقيام الفتن والاضطرابات في تهامة فأمر بقتل عبد النبي وأخويه أحمد ويحيى. وقد قتلا في زبيد في السابع من رجب سنة ٥٧٠ ه. وبعد ذلك باثني عشر شهرا بعد أن أمر توران شاه بقتل ياسر بن بلال ، انطلق في عودته من اليمن إلى مصر.
حاشية [١٠٢] : حذف مخطوطنا اسم سبأ بن أحمد بن المظفر ، وهو الذي تولى منصب الداعي بعد موت المكرم (٤). وقد رأينا أن سبأ بن أحمد
__________________
(١) صبر : اسم لجبل شامخ مطل على قلعة تعز فيه عدة حصون وقرى باليمن (ياقوت : ٥ / ٣٣٦).
(٢) عزان : من حصون تعز في جبل صبر باليمن (ياقوت : ٦ / ١٦٩).
(٣) الدملوة : راجع حاشية : ١١١.
(٤) الواقع أن سبأ بن أحمد لم يتول أمر الدعوة بعد وفاة المكرم كما قال عمارة وغيره (عمارة / كاي : ٣١ ؛ كفاية : ٥٢) لأن إدريس (عيون : ٧ / ١٢٦ ـ ١٣٠) نقلا عن السجلات (رقم ١٤ ، ٢٦) جاء برأي وهو الأصح «بأن المكرم عند ما توفي كتمت الحرة الملكة الأمر إلى أن جاءها سجل أمير المؤمنين المستنصر بالله بإقامة ولدها المكرم الأصغر عبد المستنصر علي بن المكرم أحمد ، كما أمر المستنصر بأن ترسل كل المراسلات إلى علي بن المكرم ، وكلفه بالقيام بمرافق الدعوة وأمور الدولة بقوله : «وقد رأى أمير المؤمنين أن يصطنعك ، ويلحقك برتبة أبيك ، وينصبك منصبه ويرقي بك درجته .. وأمره (أي الأمير أبا الحسن جوهر المستنصري) أن يقلدك النظر فيما كان أبوك تقلده من الدعوة الهادية ، والأحكام في سائر اليمن ، وسائر الأعمال المضافة إليه برا وبحرا وسهلا ووعرا ونازحا ودانيا وقريبا ونائيا .. حتى خصك من ملابس الإمامة بشريف الحباء» (سجل رقم ١٤) ؛ وإننا نرجح أن الكسوة التي أرسلها الخليفة الفاطمي إلى علي بن المكرم ، كانت من الثوب الديبقي ، وهذا النوع كان ينعم به على الأمراء وحدهم (المقريزي : خطط : ١ / ٤٤٠)».