وممن يشير إليهم الخزرجي من الكتاب ، ويجوز لي تناولهم بالذكر ، الشريف عماد الدين إدريس الذي يصل نسبه إلى سليمان بن حمزة ، ويذكر كتاب العقود (الورقة ١٧٣) : أن أباه جمال الدين علي بن الحسن بن حمزة ، توفي في سنة ٦٩٩ للهجرة. ويضيف الخزرجي أن الشريف إدريس وضع كثيرا من المؤلفات في التاريخ منها بعنوان : «كنز الأخيار في التاريخ والأخبار». وهو كتاب ، إن يكن موجودا إلى اليوم ، فمن الراجح أن يلقي ضوءا على تاريخ أئمة اليمن الزيديين.
وكتب الخزرجي الأخرى التي ذكرها حاجي خليفة في معجمه (١) ، قد تمثلها المخطوطات المحفوظة بمكتبة ليدن ، تحت أرقام ٧٠٥ ، ٨٤٨ (٢) ، أما الكتاب الأخير (٣) فليس ، وإن وقع في ثلاث مئة وتسع وستين صحيفة ، إلا بضعة من كتاب أصلي عنوانه : «طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن» ، وهو وفقا لبيان المؤلف عن نهجه الوارد بصدره ، يبدأ بمقدمة تحوي في البداية سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، فسير الخلفاء من أبي بكر إلى المستعصم بالله العباسي. ثم يبدأ من صحيفته الثمانين بعد المائة بمعجم للتراجم ـ هو لب الكتاب ـ يزودنا بسير العلماء والملوك وغيرهم من رجالات اليمن.
ولكن النسخة الخطية تنبتر عند ص ٣٦٩ قبل الانتهاء من حرف الألف في المعجم. ويذكر لنا المؤلف أنه ألف كتابه هذا نزولا على رغبة السلطان الرسولي الأشرف إسماعيل (٧٧٨ ـ ٨٠٣ ه.) ، الذي حدد له شكل الكتاب وتنسيق محتوياته. والجدير بالذكر أن الخزرجي يعترف بفضل الجهود السابقة التي بذلها الجندي فيقول : «إننا قد نهلنا من فيض علمه الغزير ، وأتممنا بهديه ، ونسجنا على منواله ، ولولاه لما جرؤنا على التوغل في هذا الخضم ، ولما قدرنا على أن نجد مكانا نركن إليه».
ومخطوطة ليدن رقم ٧٠٥ عنوانها «كتاب تاريخ الكفاية والإعلام فيمن
__________________
(١) كشف الظنون.
(٢) الفهرست القديم : ٢ / ١٧٣ ، ١٩٦.
(٣) من كتب الخزرجي.