وقد أسيئت قراءة عبارة «دار العروبة» فغدا واضحا تعذر انتهاء الجملة بكلمة (وسميت). ولذلك أخذ الكاتب على عاتقه بسبب عادة شائعة لسوء الحظ بأن يضيف من نفسه ، على مسؤوليته كلمة (باسمها) ، فضلا عن أنه أضاف حرف عطف بعد كلمة (به) ، وبذلك تورط دون أن يشعر بوقوعه في خطأ ، بينما كان يحاول التخلص من آخر. ويقول ياقوت : «إن ذا جبلة تقع في أصل جبل صبر» ، وهو خطأ يبدو أيضا في جغرافية ابن سعيد ، لكن الموضع ليس في الحقيقة سوى ذلك الذي ظهر في خريطة نيبهر وما تلاها من خرائط في الجنوب الغربي من إب.
حاشية [٣٧] : يقول الجندي : إن المكرم توفي في بيت يونس أو في حصن أشيح في سنة ٤٨٤ ه. أو سنة ٤٨٠ ه أو في سنة ٤٧٩ ه ، والسياق هنا ، وفي مواضع أخرى من كتابنا يبين أن المكرم كان على قيد الحياة سنة ٤٨١ ه (١). ويذكر لنا نفس الكاتب أنه على الرغم من نجاح سبأ في تقلد وظيفة الداعي (٢) (وهي وظيفة لا تتقلدها امرأة قط) فقد احتفظت
__________________
كاي : ١٦ ، ويؤيد ذلك ما ذكره صاحب العيون : ٧ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ؛ والظاهر أن لفظه (سيدة) لقب للملكة ، وليس اسما لها ، ولكنه أطلق عليها بكثرة استعماله لها. كذلك وقع اختلاف في اسم جدها الأعلى ، وروى عمارة / كاي : ٢٨ أنها ابنة أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي ، واتبعه المؤرخون الآخرون في هذا ببعض الاختلاف ، كما جاء في رواية الجندي والخزرجي : أنها ابنة أحمد بن محمد بن جعفر (نفسه ص ٢٨)
انظر أجدادها كما في رواية العيون : ٧ / ٢١٨ ، ٣١٩ ، ٢٢٣ (الصليحيون ـ الباب السادس : ١٤٢ وما بعدها ...) ؛ والملكة أروى سيدة ملوك اليمن.
(١) وقد اختلف المؤرخون في وفاته ، فزعم بعضهم أنها كانت سنة ٤٨٤ ه (كفاية : ٥٣ ؛ قرة ورقة : ٢٤ ؛ عمارة / كاي : ٣١ ؛ قلادة : ٢ / ٢ ورقة : ٦٢٨ ؛ اللطائف ورقة : ٢٠). وقال إدريس إن وفاته كانت سنة ٤٧٧ ، وقد أثبت روايته السجل المستنصري الموجه إلى الملكة الحرة المؤرخ في شهر ربيع الأول سنة ٤٧٨ ه (سجل رقم ٤٨) ، مما يدل على أن الملك المكرم قد توفي في نهاية سنة ٤٧٧ ه ، وأن المستنصر أرسل عزاءه الشخصي مع الأمير أبي الحسن جوهر المستنصري ، كما جاء في السجل المؤرخ في شهر ربيع الآخر سنة ٤٧٨ ه (سجل رقم ٤٦) أن المستنصر أمر بإرسال كافة المراسلات إلى علي بن المكرم بعد وفاة المكرم.
(٢) الواقع أنه بعد وفاة الملك المكرم سنة ٤٧٧ ه. نشأ خلاف بين أنصار الدعوة الفاطمية