ونحن نعلم من الجندي أن أسعدا بعد قتل سعيد (١) بن نجاح نقل من صنعاء إلى زبيد ، وفي نفس هذه السنة حدث أن طرده جياش ، ومن العسير أن نحدد الفترة التي حكم فيها المدينة أسعد بن عراف (٢) ، ويلاحظ أن كتابنا في هذه النقطة على جانب كبير من الخلل والاضطراب.
حاشية [٣٦] : أورد ياقوت في معجم البلدان ما ذكره عمارة عن أصل اشتقاق كلمة ذي جبلة (٣) ، ولكن يبدو من طبعة فستنفلد لياقوت أن المؤلف أخطأ أو أن الخطأ وقع من النساخ ، وبذلك اضطرب معنى الفقرة ، وهي كما يلي : «كان يبيع الفخار في الموضع الذي بنيت فيه الحرة الصليحية (٤) دار العروبة وسميت باسمها».
__________________
موقعة الكظائم ٤٧٩ ه ، قتل بطعنة من الشريف يحيى بن حمزة الذي كان يساعد العبيد ضد العرب ، ويقول إدريس : (نزهة : ١ / ٦٣): «إن أحمد بن عمران بن الفضل خرج ومعه أخاه الحسين يطلبان بثأر أبيهما. فنزلا بتهامة وتعرفا على الإمام فقتلاه انتقاما لقتل أبيهما ، وقد أيد هذا الخبر صاحب الأنباء / دار : ٤٣».
(١) كان سنة ٤٦١ ، وفي عهد الملك المكرم ، وذلك كما حكاه إدريس (عيون : ٧ / ١١٢) ؛ (نزهة : ١ / ٥٣ ـ ٥٤) ، ولم يكن سنة ٤٨١ كما قال عمارة : ٣٨ ؛ أنباء / دار : ٤٢ ؛ قرة ورقة : ١٢٤ (الصليحيون : ١٣٠ ـ ١٣٢).
(٢) الوضع بالنسبة لزبيد هو أنه في سنة ٤٥٥ ه دخلت في حوزة الصليحي ، وتولاها من قبله أسعد بن شهاب ، وخلفه الأمير الأعز محمد بن علي الصليحي بعد وفاة خاله أسعد سنة ٤٥٦ ، وبقي واليا على زبيد حتى توفي في شهر المحرم سنة ٤٥٨ (الصليحيون : ٩٥). وبعد قتل السلطان علي الصليحي في ذي القعدة سنة ٤٥٩ ، عادت زبيد إلى الأحباش العبيد حتى فتحها الملك المكرم سنة ٤٦١ ، بعد قتل سعيد الأحول كما سبق أن ذكرت ذلك في الحاشية السابقة ، وقبل أن يغادر المكرم زبيد لمطاردة جياش بن نجاح ، ولى عليها السلطان أبا حمير سبأ بن أحمد المظفر الصليحي ، ثم عند ما وصل المكرم الهجر في صبيحة الجمعة ٢٨ شوال سنة ٤٦١ سمع بأن جياشا هرب إلى الهند ، فترك المكرم الهجر بعد أن ولى عليها عليا ومحمدا ابنا مالك بن شهاب الصليحي (الصليحيون : ٩٥ ، ١٣٢). ثم تولى أمر زبيد ـ بعد سبأ ـ أسعد بن عراف ، وهو الذي طرده جياش. ولم أتبين المدة التي تولى فيها أبو السعود بن أسعد بن شهاب وعمران بن الفضل أمر زبيد ، لتضارب كتابات المؤرخين في هذا الموضوع.
(٣) حاشية : ٣٥ هامش (١).
(٤) وقد اشتهرت باسم (سيدة) ، والواقع أن اسمها (أروى) ، وقد ذكر ذلك عمارة /