وهذه العملة تدل على أنها ضربت في عهد أبي الجيش إسحاق في زبيد في سنة ٣٤٦ ه. ومنقوش عليها اسم الخليفة العباسي المطيع (٣٣٤ ـ ٣٦٣ ه.). وليس لدينا شيء عن الأمراء الأخيرين لهذه الدولة ، بل إن أسماءهم لا تزال موضع شك. والطفل الذي خلف أبا الجيش ، إما أن اسمه كان عبد الله أو زيادا ، وذلك كما جاء في نسختنا الخطية. وفي الجندي والخزرجي أن اسمه إما أنه عبد الله أو زياد أو إبراهيم ، وبعد موت ابن سلامة سنة ٤٠٢ ه. الذي جاء في مصادرنا أنه حكم البلاد كوزير نحو ثلاثين عاما ، نجد طفلا يقتعد العرش ، وهو آخر أسرته ، ويسميه الجندي عبد الله. أما في مخطوطة عمارة فاسمه في موضع عبد الله (١) وفي آخر إبراهيم (٢) ، وقد اغتيل سنة ٤٠٩ ه.
ويقول الجندي بأنه من الواضح أن سلطان بني زياد ظل في عنفوانه مدة تبلغ نحو ١٦٨ سنة (٢٠٣ ـ ٣٧١ ه.) ثم قام منهم من هذا التاريخ إلى وفاة آخر أمرائهم في سنة ٤٠٩ ه. حكام ليس لهم من الحكم غير مظهره ، استمروا ٣٨ سنة. وقد وقع بعد ذلك نزاع بين نجاح وأنيس دام نحو ثلاث سنوات إلى سنة ٤١٢ ه. استولى بعده نجاح على مقاليد الحكم. ويضيف الجندي بأن نجاحا وخلفاءه ووزراءه حكموا زهاء ١٤٥ سنة ، منها سنوات القتال بين نجاح وأنيس (أي من سنة ٤٠٩ ـ ٥٥٤ ه.) حين فتح ابن مهدي بلدة زبيد (٣).
والفقرة الأصلية التي اعتمدنا عليها فيما أسلفنا ذكره واردة في حاشية (رقم ٩٨). وسنة ٤٠٧ ه. ـ في مخطوطتي الجندي والخزرجي ـ هي السنة التي انتهت فيها الدولة الزيادية ، وهي كذلك في الديبع والأهدل. ومع ذلك فعبارة الجندي تدل على أن سنة ٤٠٩ ه. كما جاء في مخطوطة عمارة ، هي التاريخ الصحيح (٤).
__________________
(١) ص ١٣.
(٢) ص ١٥.
(٣) انظر لوحة النجاحيين في التعليق على الحاشية : ١٣٠.
(٤) يعرف طلاب العربية سهولة الخلط بين سبعة وتسعة مع التصحيف.