إماما متخذا لقب «المؤيد لدين الله» وقد نجح في السيطرة على صنعاء (١) ، ولكنه قتل في سنة ٤٢١ ه. وفي هذه السنة والسنة التالية تعرضت اليمن كلها لمجاعة جائحة. وفي سنة ٤٢٢ ه. ادعى الإمامة أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن ، وكان يصحبه ابنه حمزة الذي ينتسب إليه الأشراف الحمزيون (٢). وقد تغلب على صنعاء فهرب منها ابن حاشد ، ودان له بالطاعة منصور بن أبي الفتوح ، وظل نفوذ أبي هاشم قائما إلى سنة ٤٢٩ ه. ثم طرده بنو همدان.
وقد دعا الهمدانيون بعد فترة دامت عامين ، جعفر بن المنصور القاسم ، فاستقام سلطانه على المدينة. وزخرت السنوات السبع التالية باضطرابات قام في خلالها أبو هاشم بدعوة من ابن أبي حاشد ، باسترداد صنعاء لفترة قصيرة. ثم ظهر مدع جديد للإمامة هو أبو الفتح ناصر الديلمي ، فتمكن بمساعدة بني همدان من فتح صعدة ونهبها ، ثم فتح صنعاء (٣). ودان لسلطانه لفترة من الزمن جعفر بن الإمام القاسم ، وقد بسط نفوذه واستتب له الأمر بعض استتباب ، إلى أن طرد بدوره من البلدة على يد جعفر بن أبي حاشد الخولاني ، وقد مات في أوائل سنة ٤٤٠ ه. يحيى بن حاشد الذي يلقبه الكاتب بلقب سلطان ، ودعا الناس ولده ليتولى
__________________
(١) لم أجد لهذا ذكرا عند المؤرخين الزيديين (كاي).
(٢) لم أعثر على تاريخ وفاة أبي هاشم. (كاي).
(٣) وكان الناصر الديلمي من سلالة زيد بن الحسن ، ووصل اليمن من فارس فيما بين ٤٣٠ ـ ٤٤٠ ه. ويقال : إن عليا الصليحي قتله بعد سنة ٤٤٠ ه. بقليل ويقال : إن جعفر بن منصور القاسم قد حارب جنود الصليحي (كاي). انظر نسب الإمام أبي الفتح الناصر الديلمي في : (اتعاظ : ١٣ ؛ زبارة : اتحاف المسترشدين : ٥١) وقد وصل هذا إلى اليمن سنة ٤٣٧ ه. وانضم إليه بعض قبائل اليمن الذين دخل بهم صعدة ثم سار منها إلى صنعاء وملكها ثم أخرجه السلطان يحيى بن حاشد منها فعاد إلى ذي بين واختط ظفار ذي بين. وقال فيه صاحب العيون ٧ / ١٣ : «وكان له (أي للناصر) قذع في القول وسب للصليحي» ؛ وقال الجرافي (المقتطف ١١١) : للإمام أبي الفتح ذرية في اليمن يعرفون ببني الديلمي في مدينة ذمار وغيرها ، ومنهم بيت هاشم. أما عن محاربة جعفر بن منصور القاسم للصليحي فقد حدثت وانتهت بهزيمته وهربه (الصليحيون : ٧٨).