ويبقى بعد هذا ، الفرع العربي الأكبر لقضاعة ، والرأي المعتمد عنهم ، أن قضاعة من سلالة مالك بن حمير ، وهناك من يظن أن قضاعة ابن لمعد ، وأن سلالته عرب إسماعيلية ، ومن يقول بأنه ابن لزوجة معد تبناه الرجل. وفي رواية أخرى أن بني الحارث بن كعب الأزديين أجلوا بني قضاعة من نجران فرحلوا إلى الحجاز ، وهناك تحالفوا مع المعديين. وبطون قضاعة لا يحصون كثرة ، ويكفي أن نذكر منهم هنا بني كلب ، وبني تنوخ ، وبني جرم ، وبني نهد ، وبني عذرة ، وبني فهم. وقد سبق أن أثبت أن بني خولان كما جاء في بعض الروايات هي بطن من قضاعة.
حاشية [٤] : معظم ما سلف بيانه ، نقله ياقوت ، نقلا يوشك أن يكون حرفيا فيما كتب عن زبيد. وما أورده ابن خلدون عن سلالة أبي طالب (١) هو تكرار لما رواه لنا في تاريخه عن اليمن ، نوه فيه بالدوافع التي دفعت الخليفة المأمون إلى إرسال محمد بن زياد لتلك البلاد. فلقد أوفد ـ كما قال ـ لقمع ثورة العلويين الذين قاموا بزعامة إبراهيم «الجزار» ، يهددون
__________________
(١) نريد أن نعرف هنا الأسباب التي أدت إلى رواج الحركات الشيعية في اليمن. كان لعلي مريدون ومحبون من الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أطلق عليهم شيعة علي (الزينة : ٢١٩) ولم يقتصر وجود هؤلاء على المدينة وحدها بل أخذ عددهم يزداد كلما اتسعت رقعة الإسلام زاد عدد المسلمين وبخاصة في بلاد اليمن ، لأن عليا زارها ثلاث مرات (السيرة : ٩٦٥) ، وفي هذه الزيارات كان لعلي فيها اتصالات شخصية تركت أثرا في نفوس الناس هناك ، ذلك الأثر هو حب علي وآل بيت النبي ، وهذا هو الذي دعا الإمام المستور أحمد بن الحسين (زهر المعاني : ٦٣) أن يرسل سفارته لتلك البلاد. وقد لعب منصور اليمن وزميله علي بن الفضل دورا هاما في تلك البلاد لحساب آل بيت الرسول. كذلك لعب اليمنيون المتعصبون لعلي وآل بيته دورا هاما في قتل الخليفة عثمان (الصليحيون : ١٥ ـ ١٦) ، وإن جهاد همدان مع الإمام علي في حروبه ليدل دلالة واضحة على مقدار تحمسهم له (نفسه : ١٧ ـ ٢١).
وعلى هذا يمكننا أن نقول : إن نجد اليمن كان حصنا من حصون الشيعة بل مستودعا من مستودعاتها ، لأن أهله برهنوا في مواقف عديدة على حبهم لعلي وبنيه. (نفسه : ٢٦).