إبراهيم طباطبا بدعوة الزيدية [١٠٧] ، وجاء إليها من السند ، وكان جده القاسم قد فر إلى السند بعد خروج أخيه ، محمد بن أبي السرايا ومهلكه كما مر ، فلحق القاسم بالسند وأعقب بها الحسين ، ثم ابنه يحيى بن الحسين ، فظهر يحيى باليمن سنة ثمان وثمانين (ومئتين) (١) ونزل صعدة. وظهرت (٢) دعوة الزيدية ، وزحف إلى صنعاء فملكها من يد أسعد بن يعفر ، ثم استردها ابن يعفر (٣) ، ورجع إلى صعدة ، وكان شيعته يسمونه الإمام ، وعقبه الآن بها ، وقد تقدم خبرهم.
وفي أيام أبي الجيش بن زياد أيضا ، ظهرت دعوة العبيديين باليمن ، فقام بها علي (٤) بن الفضل بعدن لاعة ، وجبال اليمن ، إلى جبل المذيخرة سنة أربع وتسعين ومئتين (٥). وبقي له باليمن من الشرجة إلى عدن عشرون مرحلة ، ومن مخلافه إلى صنعاء خمس مراحل. ولما غلبه علي (٦) بن الفضل بهذه الدعوة ، امتنع أصحاب الأطراف عليه. مثل بني أسعد بن يعفر بصنعاء ، وسليمان بن طرف بعثر ، والإمام الرسي بصعدة ، فسلك معهم طريق المهادنة ، ثم هلك أبو الجيش سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة بعد أن اتسعت جبايته ، وعظم ملكه. قال ابن سعيد : رأيت مبلغ ارتفاع جبايته وهو ألف ألف ـ مكررة مرتين ـ وثلاث مئة ألف ، وستة وستون ألفا من الدنانير العثرية (٧) ، ما عدا ضرائب على مراكب السند ، وعلى العنبر الواصل بباب المندب ، وعدن أبين ، وعلى مغائص اللؤلؤ ، وعلى جزيرة دهلك. ومن بعضها ألف رأس وصائف ، وكانت ملوك الحبشة من وراء البحر يهادونه ويخطبون مواصلته.
ولما مات خلف طفلا صغيرا اسمه عبد الله ، وقيل إبراهيم ، وقيل
__________________
(١) زيادة لضبط التاريخ ؛ وانظر الحاشية ١٠٧ (كاي) والتعليق عليها.
(٢) في الأصل : ظهر.
(٣) في الأصل : بنو أسعد.
(٤) في الأصل : محمد.
(٥) في الأصل : أربعين وثلاث مئة والتصحيح من سلوك / كاي : ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٦) في الأصل : محمد.
(٧) في الأصل : العشرية.