قالت وردة جارية الوزير مفلح : ولما مات مولاي في الجبال بحصن الكرش أو مكرشة خطبني الوزير إقبال ، والقائد سرور ، والقائد إسحاق بن مرزوق ، والقائد علي بن مسعود صاحب حيس ، فوعدت رسول كل واحد منهم وعدا جميلا ، وشاورت مولاي منصور بن مولاي مفلح في رسائل القوم. فأشار [علي ب](١) سرور وقال : استظهري بمشورة الشيخ حمير بن أسعد : فاستدعيته من تهامة إلى الجبال. فقال : أما علي بن مسعود فعنده تسعون سرية وأربع زوجات. أما إقبال فعنده عشرون مغنية ثم عنده ناجية (وهي من) تربية التجار (٢) ونجلها منصور بين عينيه إلى هذه الغاية. وأما القائد إسحاق بن مرزوق فعنده ابنة عويد أم ولده فرج ، وعنده ابنة عمه أحد (٣). ولا والله ما تمشي بأرض تهامة مثلها. ولكني أشير عليك بالقائد أبي محمد سرور الفاتكي ، فإنه واسع النعمة (٤) ، ثم هو تربية الملك فاتك بن منصور ، وتربية مولاتنا أم فاتك بن منصور. قالت : فتزوجني القائد أبو محمد سرور الفاتكي ، فوجدت رجلا مشغولا عن الدنيا ، وعن النساء ، وعن التنعم ، بالنظر في معالي الأمور ، قلم أزل به حتى حللته (٥) ، وتدوجت في عشرته حتى ملكته ، فكان على خشونته ويبسه وهيبته. وانقباض جواريه منه لا يخالفني فيما آراه ، وإذا غضبت عليه ، كاد أن يفارق الحياة ، ودليل ذلك ما حدثني به الشيخ مسلم بن يشجب وزير الأمير الشريف غانم بن يحيى الحسيني قال : قدمت من بلادي رسولا إلى القائد سرور الفاتكي في عقد هدنة بيننا وبينه فقال لي وزيره عبيد بن بحر : ليت قدومك تقدم أو تأخر ، فإنك صادفت القائد مشغولا خاطره ، فأقمت يومين أو ثلاثة أيام. ولما لم أجتمع بالقائد قدم علينا حمير بن أسعد فقال لي عبيد بن بحر ،
__________________
(١) في الأصل : فأشار سرور.
(٢) في الأصل : ثم هي عند تاجر وتربية التجار.
(٣) ذهب [كاي] إلى أن اسمها (أحدولا) مضيفا إلى كلمة (أحد) كلمة (ولا).
(٤) في الأصل : المقمة.
(٥) في الأصل : حللته ولا معنى لها إلا إذا كانت تشبهه بالعقدة ثم جاءت فحلتها ، أما أحل فمعناها خرج من ميثاق كان عليه ، ومن المستبعد أن تكون بالخاء ، فاخللته معناها أفقرته.