إلى أن أمسى الليل ، ثم أذن لي بالانصراف ، فدخلت فوجدت الجارية قد وضعت (فيما) (١) بين المغرب والعشاء. ولدي الفاتك.
ثم أتاني علي بن القم ليلا فقال : إن خبرنا لا يخفى على أسعد بن عراف (٢). قلت : إن معي في البلد خمسة آلاف حربة ، فقال ابن القم لجياش : قد ملكت ، فاكشف أمرك. قال جياش : فإني أكره قتل أسعد بن عراف (٣) ، فإنه طالما قدر على أهلنا وذرارينا فعفا (٤) عنهم ، وأحسن إليهم. فقال لي (٥) ابن القم : فافعل ما تراه. فضرب جياش الأبواق والطبول (٦) ، فثارت معه عامة المدينة (٧) وخمسة آلاف من الحبشة ، وأسر ابن عراف (٨). فقال له ابن عراف (٩) : ما يؤمنا منكم يا آل نجاح ، والأيام سجالا بين الناس ، ومثلي لا يسأل العفو. فقال جياش : ومثلك لا يقتل يا أبا حسان ، ثم أحسن جياش إليه وإلى أولاده خيرا ، وسيره بجميع ما ملك من أهل ومال.
قال جياش : وتسلمت دار الإمارة بما فيها صبيحة الليلة التي ولد فيها ولدي فاتك ، وصح ما كان أخبرني به الحسين بن سلامة من رجوع الأمر إليّ عند ولادة الحامل التي كانت عندي. ثم لم يمض شهر ، حتى صرت أركب في عشرين ألف حربة من عبيدنا وبني عمنا الذين كانوا مستضعفين في البلاد ، فسبحان المعز بعد الذلة والمكثر بعد القلة. ولم يكن من المكرم بعد ذلك كثير نكاية في جياش أكثر غارات على أعمال زبيد. وفي هذا
__________________
(١) زيادة من خ.
(٢) في الأصل : ابن شهاب.
(٣) في الأصل : ابن شهاب.
(٤) في الأصل : فعفي.
(٥) في الأصل : له.
(٦) في خ : فأمر جياش بضرب الأبواق والطبول.
(٧) في أنباء / دار ٤٣ : فثارت معه عامة أهل المدينة وطردوا الوالي الصليحي.
(٨) في الأصل : ابن شهاب.
(٩) في الأصل : ابن شهاب.