وصل كتاب الشيخ
الرئيس في معنى ما وفقه الله تعالى ، من تعيين الشيخ الفاضل أبي القاسم علي بن
محمد بن الحسين للزعامة والنظر في أحوال الخاصّة والعامة ؛ فأوصل السرور ، ونظم
الأمور ؛ وآثار هذا الشيخ بناحيتنا بيض ، وفعاله مستفيض ؛ وخيره شائع ، وبرّه جامع
، تشهد على محاسنه مدارس شريفة ، وتنادي بفضائله مساجد منيفة ؛ وتؤذن بمفاخره
أوقاف فاخرة ، وصدقات بحارها زاخرة.
وكان نائب هذا الشيخ
في الرئاسة ، الشيخ أبو علي أحمد بن إبراهيم بن علي ، وله بيت قديم في هذه الناحية
، غفر الله لهم ولجميع أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه.
الشيخ العالم علي
بن محمد الشّجاعيّ
كان مولده في
نيسابور ، ونشأ ببيهق ، وكان من أفاضل العالم ، وله وجه بلغ حدا من الجمال أن قيل
فيه إنه أناب عن القمر ، وحكت شفتاه وأسنانه النجوم المتلألئة ، كانت محاسن الدهر
من جماله ، وزينة المدينة من كماله ، وله خط كموشيّ الثياب ، لا بل كروضة مزينة
بأزهار الألفاظ وثمار المعاني :
وخطّ كموشيّ
البرود منظّم
|
|
أنيق لعين
الناظر المتوسّم
|
نظم كنظام الدر
والعقود على النحور ، ونثر مزين بالبيان الشافي ، والاختصار الكافي يطوف بالأرواح
، كأن أنفاس الرياحين جمّعت صوب فوائحه. [١٩٦] ذكره الأستاذ يعقوب وذكر شعره في
كتاب جونة النّدّ .
عرّب الشيخ علي
الشّجاعيّ هذا بيتين من الفارسيّة هما :
وأغيد ساجي
الطرف أغرى به الصّبا
|
|
وقصّر يومي في
ليال أطالها
|
__________________