المأمون بالوقوف على أمره ، وما كان فى عهد" هرمزد شاه" و" خسرو برويز" ، وحكايات" موسى بن عيسى الكسروى" التى وردت فى كتاب النيروز والمهرجان ، وحكايات الجارية والحرة اليسعية ، ولما كانت تلك الحكايات بعيدة عن العقل وغير منقولة عن أخبار أصحاب الشريعة فقد تركتها ـ أى الكاتب ـ حتى لا يأخذها القراء على سبيل الأكاذيب ، وجاء فى أخبار المجوس وهرا بذتهم أن أنوشروان العادل بعث إليه رسول فلما رآه سلم عليه وقال : من بعثك إلى ، قال : كسرى أنوشروان فقام على قدمه وقال دعاء وقدم للرسول ثلاثة أشياء حبا ومودة ، وقال احملها إليه وقل له يحررنى وهذه المعاجين الثلاث إحداها أن يأكلها كى يدفع الشيب ثانيها لهضم الطعام وثالثها لقوة الجماع ، فلما مثل عند أنوشروان نظر فيها وتعجب وقال ليس لنا حاجة بهذه المعاجين لأن الشيب وقار وجمال ووجاهة الرجل وليتنى أجد المشيب حتى تزداد هيبتى وعظمتى وبهائى فى القلوب أما عن المجامعة والرغبة فى كثرة المعاشرة معاذ الله ـ فهذا معناه الانتقال من صحة العقل والثبات إلى حالة الجنون والخفة حتى إذا كان للحفاظ على بقاء الإنسان والتناسل فليس هذا مشتهاى ولا رغبتى ، أما عن حديث هضم الطعام لأكل المزيد فالفائدة إذن ستكون زيادة الغائط فالزهد والإمساك أولى إلا ما كان لسد رمق الطبيعة الإنسانية ، فلا يصح أن يكون لعاقل قط رغبة فى الطعام كرغبة البهيمة فى العلق ، ولما كان كل هذا موجودا فكان الأولى أن يسلم ابن الحرام ذلك إلى الهلاك ، ثم أمر بأن يؤخذ ما كان قد أحضر للمشيب وأن يوضع عليه الخاتم ويمسح به رأس كلب أبيض فكانت رأسه تكبر وتتورم ساعة بعد ساعة حتى تضخمت فكان يدور ويضربها فى الصخر حتى أسلم الروح فأمر أنوشروان بأن يدفن الكلب فى التراب.
كان ملك يدعونه" بما هيه سر" وكان ذا رأس صغيرة ولم يكن على رأسه شعر قط وكان دائما يعقد على رأسه عمامة صيفا وشتاء بحيث لم ير مخلوق قط رأسه كيف هى.
وكان يهودى اسمه شمعون بن خداداد ، ويقول البعض بل كان مجوسيا اسمه" بابى بن فرخ أذين" كانت أمه محتالة ساحرة لا يوجد لها مثيل فى الزمان ، وكانت تدعى" روز بنت خورشيد" وكان مسكنهم على بعد أربعة فراسخ من مدينة آمل عند شاطئ" بحر بيشة" وتعرف الآن" أسى ويشة" ، وكان قصرها فى تلك القرية ولا تزال هى عامرة أيضا وتدعى ويلبر وتوجد بين قرية" كدلنكور" و" شير آباد" هضبة عظيمة عالية وحادة تعرف الآن بقلعة" ما هية سرى" ويحيطها خندق عميق به ماء غزير وبالماء طحالب كثيرة مهما ألقى فيه من شىء لا يبلغ ـ قاعه ولا يمكن عبوره إلا