أن يشبع رغبتها ،
وكانت هى على عادة ونهج النساء متمكنة فى فنون الكيد ما تجعل الشيطان يفر منها ،
ولأن كل ملك يقيم مصالحه على ركاكة رأى النساء وسفاهة لسانهم ودناءة همتهن وتلون
حالهن وضعف نيتهن وقصور حميتهن ، وينوط أمر الملك بذلك فإن دوام تلك الدولة وبناء
ذلك الملك لا يدوم إلا بدوام الرعد ولا يسطع إلا كسطوع البرق وينتهى أمره إلى سوء
الذكر وإلى ما يتمناه العدو ، إذ أن نقد وفائهن ينتهى إلى الزيف عند الامتحان ومنذ
بدء الخليقة حين جرى قدر التقدير بخلق المخلوقات وإبداعهم كانت النساء مجمع الفتن
، ومكمن المحن ومنجم الآفات ومهبط البليات ، ووتر كل مكر وكسر كل جبر حيث كانت
شخصية النساء غير مباركة وغير طاهرة إلا الأخيار منهن ، ولم تقع نار فتنة أو بلية
أبدا فى عالم الماء والتراب دون أن تكون قد أججت نارها من ريح النساء ، فعقلاء
العالم وحكماء سوالف الأيام برغم إحاطة فكرهم بمعرفة الأشياء كما هى وإدراك العلوم
الإلهية والرياضية إلا أن فكرهم لم يصل إلى كنه كيدهن وبقوا يعضون على إصبع تعجبهم
كما بقيت رؤوسهم عند أعتاب حكايتهن تحاشى أى عاقل أن يتوقع خيرا أو فوائد من مكائد
النساء على الإطلاق ، فلا يأتى منهن سوى العته الخالص والحمق والبله ولا يحق لكل
من ينكشف نور شمس عقله من صاحبه مقنعة كالقمر فى جب النزوة والألاعيب أن يدعى صلف
الثقافة أو يفاخر بالسمعة أو بالعار.
ـ المرأة وإن تكن
واحدة من ألف فلا يعول على عهدها كثيرا.
ـ وإذا ما عقدن
عهدا وأكدن وفاء ، عند ذلك يكن قد كسرن القلم فوق اسم النساء.
ـ تكون المرأة
طيبة مخلصة لكن ذلك يكون عند ما لم تجد محبا سواك.
ـ فإذا ما وقعت فى
حبائل شخص آخر ، فسوف لن ترى لك وجودا بعد ذلك.
ـ هذا هو شأن
النساء المستقيمات لكن حكاية النساء السيئات تطول.
والخلاصة أن هذه
المرأة التى جرى وصفها اصطحبت أربعة رجال إلى مبنى قديم بهمدان داخل مخدع قزل
أرسلان وأمرتهم فمزقوه إربا إربا بالخناجر ، ثم صاحت تصرخ لقد قتله الملاحدة ، وفى
الحال انتزعت زاهدة خاتون خاتم قزل أرسلان من يده وسلمته للأتابك أبى بكر وقالت له
بأن يذهب ويستولى على ولاية آران