ولابن بهاء الدين على الذى كان يعرف بالصاحب ، والذى قد كان أتى مع البنت كوزير لها ولسائر السادة الأخرين كذلك ، فلما وصل الركب من" دهستان" إلى" جرجان" كان مبارز الدين أرجاسف صاحب كشواره موجود هناك فاستقبل الركب وقدم لهم بسخاء كل ما كان يلزم من نزل وعلف وهدايا وموائد ونثار من ذهب وسكر ما كان عبرة لأهل خوارزم ، وقام" شاه أردشير" بإرسال كبار رجالات الكرجيين والديالمة حتى حدود جرجان من أمراء ومعارف وقضاة وأئمة وكتاب ورعايا محملين بالتحف والهدايا الخاصة بالعرس ، وذلك حتى حدود تميشه وقد علقت الزينات بكل قرية ومدينة وطريق كما أحضر المطربين وأصحاب ألاعيب من الحواة وغيرهم ممن كانوا يعرفون فى" طبرستان" ب" چلچلو" ، وكانوا يعرضون ألاعيبهم ، وقد احتشد أصل كل محلة وعطفة وقرية وعلى رأس كل منهم أميرهم وظلوا ينثرون الذهب والثياب والسكر بكل طبرستان طوال أربعة اشهر بحيث إن شخصا ما لم ير مثل هذا فى أى عهد طوال عمر الدنيا ، فلما وصل المهد إلى مهروان استقبله الإصفهبد فخر الملوك رستم بن الحسن فلما وصل إلى سارى نزل الموكب فى القصر الذى كان أعد للشاه فى" درباغ" ، ولم تكن الفتاة آنذاك قد تجاوزت السابعة أو الثامنة وقد مدت الموائد من باب الدهليز الأول حتى باب سراى الحريم ، وكانت الموائد عامرة بكل أنواع الحيوانات التى يحل أكلها وقد شويت قائمة على أرجلها من بين ذلك ألف من الوعول ، وألف من الظباء ومثلها من الأبقار ومثلها من الأغنام ومن الجياد ومن الجمال ومن حمر الوحش بلا حساب ، بحيث ظل الخلق مشغولين ثلاثة أيام بتلك المائدة ، وكان شاه أردشير يجلس مدة شهر بمجلس الشراب احتفاء بهذا العرس يتناول الصبوح إثر الصبوح وحظى الخلق من صلاته بالعطايا والمنح المتصلة ، كما كان يمنح فى كل يوم لمعارف طبرستان وجيلان والديلم وأمرائهم وإصفهابذتهم وهو فى حالة نشوة من العباءات والقلانس ممن بعث بها سلطان خوارزمشاه سعيد وقد منح" للصاحب بن بهاء الدين على كيا" وزير قصر الحريم ولاية بمائة ألف دينار وأكثر خمسون ألفا منها صداق وما بقى إقطاعا له ، وبعد أربعة اشهر كان الفصل قد انقضى فأعاد أم العروس وأمراء خوارزم ووجهائها بكل ما يليق بهم من التكريم والعناية واستقر العالم بما كان من اتفاق بين" الإصفهبد" والسلطان وحبس أعداؤهم أنفاسهم كمدا إلى أن نشأه للسلطان رغبة فى أن يسترد أرض الديلم و" رويان" من" إستندار كيكاوس" ونظرا لما كان بين