الممكن فى الأحكام بمصالحك وفق ما تشتهيه ، وكان إسماعيل الحبشى قد قتل فى جرجان آنذاك واختار جيشا وبعث به مع علاء الدولة إلى جرجان وجاء الرسل المسرعون وقالوا لقد وصل محمد خان وهزم كوسان كون الذى كان ملك خراسان وضرب خيامه على شاطئ جيحون وهو آت إلى مرو عن طريق آمو فألغى سنجر سفر الجيش إلى جرجان وأخذ يعمل حساب لمحمد خان وقال علاء الدولة لمشاته ألا تستطيعون القدوم معنا فقالوا أرواحنا فداك ومضى سنجر إلى مرو واستعرض الجيش بها ووصل من مرو إلى آموى واستعرض الجيش واصطف بالجيش أمام محمد خان على حافة جيحون ولما وقفت المياه حائلا بينهما فلم يصل أحدهما إلى الآخر وسعى الأعيان بينهما وتقرر أن يرسل زوجته كوسان وابنه إلى سنجر والذين كانوا فى قبضة محمد خان وأن يقيموا عرشا على شاطئ ليجلس عليه سنجر وأن يقوم محمد خان بتقبيله من عند الشاطئ الآخر فلم تم الأمر على هذا النحو تفرق جند سنجر كل إلى بيته وجاء سنجر إلى مرو ، وكان الإصفهبد فى صحبته فى غاية العظمة والجاه وكان نجم الدولة قارن يحكم مازندران ولم يكن لوالده أى نفوذ فى الحكم حيث كان غاضبا منه ، وقد وقع اضطراب فى جرجان من جراء مقتل إسماعيل وأى قائد جيش كان يرسله السلطان محمد إلى هناك كان يهزم لأن سنقر الصغير وجقماق وآخرين كانوا قد هزموا يرغش الأرغوانى فى هذه الفترة فلجأ إلى الإصفهبد قارن ووصل إلى تميشة ومنها إلى ما ميلنك وحضر جيش جرجان إلى بسك وبيجا كلاته والتى هى مزار الآن (١) وقاد قارن الجيش وعبر به من المياه وحضر إليه وتحاربوا من الصباح وحتى صلاة العصر وكان يرغش الأرغوانى بجيشه إلى جانب الإصفهبد قارن وخرج قارن وغرق معظم جند جيش جرجان فى المياه وتعقبه حسام الدولة شهريار إلى تميشة وبعث خواصه وعلمانه إلى ابنه قارن حيث كان لا يزال الملك باسم الملك شهريار وعند ما وقع هذا الفتح توجه قارن ومعه الجيش إلى جرجان وأخذ برفقته يرغش الأرغوانى إلى جرجان وفوضه عليها وعلى نواحيها ومرض الملك شهريار فى تميشة ولم يكن أولاده معه وقدم الوصية التى كان يجب أن يوصى بها وجاءه نداء الحق فانتقل إلى رحمة الله تعالى فلما علم ابنه قارون بالخبر جلس لعزاء أبيه كما أقام العلويون والقضاة والمشايخ
__________________
(١) المقصود بالآن وقت تأليف ابن إسفنديار لكتابه (المترجم).