موسى إسفاهدوست (١) ، وكان غرضه من ذلك أن يكونوا ثلاثة أشخاص ، فإذا ما أفشى هذا السر فلا يستطيع الداعى أن يقطع بأنه من عند أبى الحسين ، فلما خرجا أرسل أبو الحسين إلى الإصفهبد شروين وشهريار بأن يهربا وحذرهما من أن الداعى سوف يقبض عليهما فهرب الاثنان ، وعاد الداعى من إستراباد محبطا ، وذهب إلى ولايتهما ، وأوقع بهما المزيد من الخراب ، كما واصل الاثنان الحرب أيضا ، وفى نهاية الأمر أخذ أبناءهما كرهينة وعاد.
" سبب حبس الداعى على يد محمد بن شهريار"
حينما عاد الداعى كى يأتى إلى جرجان أرسل إليه إلياس بن اليسع بأن يترك جرجان يرحل حيث هو فلم يصغ إليه قط ، وتحاربا ، وقتل إلياس ، ومنى جيشه بالهزيمة ، وقتل جميع هذا الجيش باستثناء عدد قليل من أفراده جاءوا لطلب الأمان ، وأقام السادة فى جرجان وصادروا الأموال وأعطوا النفقات للجيش ، حتى وصل هذا الخبر إلى بخارى فأرسلوا بالمدعو قرا تكين التركى مع ثلاثين ألف فارس إلى جرجان ، وعلم الداعى وأبو الحسين بأن لا قبل لهما بمقاومة ذلك الجيش فعادا ودخلا تميشة ، وتخلى أبو الحسين عن الداعى ومضى إلى جيلان وانضم إلى أخيه أبى القاسم جعفر فلجأ الداعى إلى الإصفهبد محمد بن شهريار ، فأمسك به وقيده بالقيود ، وأرسل به إلى على بن وهسودان الذى كان نائبا على الرى من قبل الخليفة المقتدر بالله ، وكان طاهر بن محمد الكاتب عند على بن وهسودان فلم يتركه يرسله إلى بغداد ، وقال بأن المصلحة أن ترسله إلى قلعة آبائه فى ألموت ، فحملوه إلى هناك وحبسوه فى الوقت الذى فتك فيه محمد بن مسافر بعلى وهسودان فى قزوين ، فأطلق خسرو فيروز سراح الداعى وسيره إلى جيلان.
" أحوال أبناء الناصر"
لما انضم السيد أبو الحسين إلى أخيه أبو القاسم جعفر أخذ المدد من الجيل والديلم ، وحضر إلى طبرستان ، وكان جيش قراتكين قد تفرق ، وقامت الفتن فى خراسان ، فاستدعوه ، فجاء كلا الأخوين إلى جرجان ، وأقام بها فى تمكن إلى
__________________
(١) هذه الحادثة كان يجب أن تذكر أولا لأن أبى موسى بن هارون قد قتل فى حرب ، وهذا يتناقض مع سير الأحداث ، ويبدو أن أبا موسى هذا شخص آخر وهو هارون بن بهرام الذى سيأتى ذكره ـ محقق.