إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ طبرستان

تاريخ طبرستان

269/491
*

وبارس أن يبايعا أبا العباس أرسلا إليه برسالة بأن أبى العباس أراد أن ينتقل من طبرستان إلى جرجان لدى فارس فقطع عليه الطريق هرمزد كامه صاحب (تميشه) ورستم بن قارن والإصفهبد شهريار ، وحالوا بينه وبين ذلك ، فجاء إلى (آمل) ، وقصد طريق كجو ورويان ليمضى إلى الرى ، فوصل إليه (الإصفهبد شهريار) بقرية" أنجير" ونصحه بأن العصيان غير مبارك ولا يتأتى منه سوى التشرد وستأخذ الملك به الشفقة ويندم على ذلك ، وأثناء ما كانوا فى هذا الحديث إذ وصل" محمد بن حجر" برسالة من عند" أحمد بن إسماعيل" يدعوه ويلتمس تشريفه ويستميله ، فتوجه إلى بخارى بقلب قوى يحدوه الأمل ، وقال عظماء الدولة السامانية وأكابرها يجب عدم التعرض له قط وأن ترفع منزلته ، فأعطاه ثلاثين ألف فارس وأرسله إلى العراق ، ووصل غلام التركى إلى آمل فى جمادى الأولى عام ٢٩٧ فى يوم إشتاد (السادس والعشرين) من شهر آذار القديم ، ويقول" سعيد بن محمد الكاتب" حسرة على عهد أبو العباس :

ما بال آمل أظلمت جنباتها

لما أبو العباس ودع آملا

تذرى الدموع بكورها ورواحها

دررا وتهتانا وسحا هاطلا

وبدورها وشموسها محجوبة

فتخالهن وما أفلن أو آفلا

وترى أعزهم بها متذللا

وأجلهم متخاشعا متضائلا

يتذاكرون فيذكرون يدا له

قد أمنت مأهولها والآهلا

فتظاهرت بركاته إذ عمهم

عدلا وزاد لهم ندى وفواضلا

فرأوا هشيم زروعهم ذا نضرة

وضروعهم غزرا تدر حوافلا

وغدوا وأمسوا لا يراع سوامهم

يتعايشون تعاطيا وتواصلا

ودفاعه بصياله ونواله

تلك الخطوب المفصلات نوازلا

متجردا فى الله دون حريمهم

ولنفسه فيما حماهم باذلا

وقد حكم سلام فى الولاية تسعة أشهر واثنين وعشرين يوما إلى أن تظلم عنده ذات يوم" أبو أحمد زنراش" من" محلة ناصر آباد" من الخراج ، فأمر بصفعه