من ثلاث أدوار ، وأنشأ سوقا واختار أهل الحرف من أرجاء" طبرستان" ، للإقامة بها وأقام خارج القلعة رباطا كبيرا ونزلا واسعا للقوافل ، وأقام على تلك المدينة خمس بوابات ـ أطلق على الأولى بوابة" قوهستان" والثانية بوابة" البحر" والثالثة بوابة" جيلان" والرابعة بوابة" جرجان" والخامسة بوابة" الصيد" ، وكان لا يأتى أحد من هذه البوابة إلا" الإصفهبد" وموكبه يوم الصيد ، وشق قناة من الجبل إلى البحر وأجرى بها الماء وأطلق عليها قناة" جيلان" ، ولا تزال حتى الآن باقية وكذلك أقام مصايد الأسماك ، وهذه القناة تمر من وسط قصره وكانوا قد أقاموا على القناة منصة ؛ بحيث إذا ما كان يأتى للنزهة كان يصطاد الأسماك منها ، وفى مقابل بوابة الصيد أمر بإقامة ميدان كبير وخندق عميق لا يزال أثره باق حتى الآن ، وجعل من الأماكن القريبة من الأصفهبدان حرما وساحة كلما كان يأتى إلى المنطقة" الأصفهبدان" كان خواصه وأتباعه يأتون بكل صيد تصل إليه أيديهم من الوعول الجبلية ، والخنزير ، والأرانب ، والذئاب ، والنمور ، ويربطونه فى هذا الميدان فكان يقتل من ذلك الصيد ما ينتقيه ، ثم يطلق سراح ما بقى من الصيد ، وعندما كان يغادر ذلك الميدان لم يكن لأحد جرأة فى أن يتعرض لصيده مرة أخرى ولم يكن يقيم فى مكان ما أكثر من شهر مهما كانت أجور واحتياجات النفقة والأعلاف الوفيرة عند ما كان يمضى إلى جهة أخرى مرة ثانية كان يخزن الأعلاف والأموال فى الموضع الذى يغادره عساه يعوده إلى ذلك الموضع مرة ثانية ، وكان لديه فى" قوهستان" ثلاث وتسعون زوجة وأقام لكل واحدة منهن قصرا وهيأ لهن الخدم والأوانى الذهبية والفضية ، وصنوف الأموال والخزائن وكان لديه أربعمائة بغل أشهب لحمل متاعه يوم السفر ، وجعل لكل بغل سائس يمسك بلجامه لم يكن ليستطيع أن يمتطى ظهره ، وكان قد بنى لورمجة الهروية قصرا رفيعا على شاطئ البحر عند قرية" يزدان آباد" ، كما أقام عمارات كثيرة وصرف عليها أموالا طائلة وكانت خزائنه ونفائسه عند تلك المرأة ، وكان يعزها أكثر من الجميع وكان يأتى إليها يوما كل شهر إذا ما كان فى موضع آخر ، وإذا ما تصادف ولم يحضر إليها يوما فى الشهر كان يرسل لها ألف دينار اعتذارا عن تغيبه وقد أنجبت له ولدا أسماه" هرمزد" وجعله ولى عهده ، وكان من بين نساء" الإصفهبد" امرأتان إحداهما ابنة" الإصفهبد فرخان آذر ميدخت" والتى يسمونها" كران كوشوار" (أى القرط الغالى) وثانيهما ابنة فرخان الصغير ابن عمه وتدعى ياكند وكان" الإصفهبد" يفضل" كران كوشوار" ويميل إليها