وكان" الحجاج بن يوسف" قد قتل الأزارقة واستأصل شأفتهم على يد" المهلب بن أبى صفرة" ، واستدعى سفيان بن أبى الأبرد الكلبى" وفوض إليه جيش الشام والعراقين ، وأوفده إلى" طبرستان" فى طلب الخوارج وأمره بأن يحضر إليه" قطرى بن الفجاءة" حيا أو ميتا ، فلما وصل سفيان إلى الرى كان" الإصفهبد فرخان" قد قاد جيشه إلى" دنباوند" ولبث مترقبا وبعث إليه برسول قاله له لو وقفت بجانبك فى حرب قطرى فبما تعاوننى؟ فأجاب سفيان كل ما تريده ، فقال ما أريده أن لا تتعرض لولايتى ومضى الاتفاق على هذا بينهما ، وعلم" قطرى" بالأمر فمضى من حدود" دنباوند" إلى" سمنان" ومضى" الإصفهبد" فى أثره إلى أبواب سمنان فأدركه هناك وتقاتلا وتحرك" قطرى" بحصانه من بين التلاحم الكثيفة متجها إلى" الإصفهبد" ، وتقدم" الإصفهبد" ، لقتاله أيضا فلما التقيا معا وكان" قطرى" قد امتطى صهوة جواد أبيض وأخطأ حينما كثر مهاجما فكبا به الحصان فسقط وكسر فخده تحت الجواد فكر عليه" الإصفهبد" وأطاح برأسه ، كما قتل كل من" عمر فناق" و" صالح مخراق" وسائر المقاتلين الآخرين وبعث ببعض الأسرى إلى" مازندران" ولاذ الضعفاء والأسرى ب" الإصفهبد" طالبين الأمان فأجابهم ولا يزال موضعهم ظاهرا ب" آمل" يطلق عليه" قطرى كلاده" وبعث" الإصفهبد" برؤوس القتلى مع بعض من الغنائم إلى" سفيان" وهو بدوره بعث بها مع رسالة الفتح إلى" الحجاج" فسر بهذا الخبر وبعث برسول إلى" سفيان" مع حمل خروار من الذهب وآخر من التراب ، وأمر الرسول بأن لو كان هذا الفتح قد تم على يديه فانثر عليه الذهب وإن كان بسعى" الإصفهبد" فصب حمل التراب هذا فوق رأسه فى السوق وعلى مفترق الطريق ، ولما جاء الرسول وعلمت الحقيقة قام بصب التراب على رأس" سفيان" بأمر" الحجاج" ، ولم يمض وقت طويل وقد لقى" عبد الملك بن مروان" جزاءه ، ولم تعد تبقى ل" الحجاج" حجة أيضا ، وجلس" الوليد بن عبد الملك" على الخلافة وولى قتيبة" خراسان" وما وراء" جيحون" وأبدى مع" الإصفهبد فرخان" صداقة وتآلفا ، وكان" يزيد بن المهلب" قد تولى العمل فى خدمة" سليمان بن عبد الملك" وكلما كان" قتيبة" يبعث برسالة نصر من" التركستان" كان يرد عليها برسالة فيها طعن عليه وأن بشائر فتحك التى تأتى من هناك لا يطمئن إليها أمير المؤمنين فلماذا لا تقوم بفتح" طبرستان" والتى هى روضة بين بلاد الإسلام فأدرك قتيبة أن" يزيد بن المهلب" هو خصمه