لم تفزع وكما فزعت أى بادرت من الذعز والهيبة وفيه ما يدل على أن مباسطة الاخوان بعضهم مع بعض لا يخل بالأدب ورعاية الاحترام وعلى رأفة النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم.
حيث أشفق أن يمنع الحيآء عثمان رضى الله عنه من عرض الحاجة فى تلك الحالة ، وعلى أنه ينبغى أن يعامل كل أحد بحسب طبعه ومزاجه ، وطبايع الناس مختلفة وشيمهم ومزاجهم متفاوتة جودة ورداءة وطيبا وخبثا ثم كل صنف من ذوى الأخلاق الجيدة والردية ، على درجات ومراتب وينشد لمنصور الفقيه :
بنو آدم كالنبت ونبت الأرض ألوان |
|
فمنه شجر الصندل والكافور والبان |
ومن شجر أفضل ما يحمل قطران |
منهم سلمان الفارسى رضى الله عنه أبو عبد الله يقال له سلمان بن الاسلام وسلمان الخير وكان اسمه الأول على ما حكى الحافظ أبو نعيم ماهويه وقيل بوذ بن بدخشان بن آذر جشنش من ولد منوچهر الملك وقيل غيره وكان من أهل أصبهان ويقال من جى أصبهان ويقال من رامهرمز ويذكر أنه عاد إلى أصبهان فى زمن عمر رضى الله عنه وأنه كان له أخ بشيراز قد أعقب بها وبنتان بمصر وأنه كان له ابن اسمه كثير وقد تداولته أيد كثيرة بعد ما استرق إلى أن أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فى السنة الأولى من الهجرة وأسلم وقصة إسلامه تروى بطرق كثيرة مطولة ومختصرة.