وقد تعلم الديلم إذ نحارب |
|
حين أتى فى جيشه ابن عازب |
بأن ظن المشركين كاذب |
|
وكم قطعنا فى دجى الغياهب |
من جبل وعرو من سباسب |
|
يؤمهم فى الخيل والكتائب |
حتى فتحناها بعون الغالب |
لم يكن بقزوين حين أتاها البرآء رضى الله عنه إلا المدينة العتيقة وكان أهلها يقاتلون محاصرين ، وإذا عرض عليهم الاسلام أو أدوا الأتاوة قالوا وهم وقوف على أطراف السور : نه مسلمان بييم ونه كريت دهيم ـ ثم إنهم بعد القتال الشديد سالموا وأظهروا أنهم قد أسلموا ، فلما انصرف القوم عادوا إلى ما كانوا عليه فعاد المسلمون واستولوا عليها قهرا.
يذكر أن كثير بن شهاب الحارثى أنبا عبد الرحمن هو الذى فتح قزوين المرة الثانية بهذا القدر قد اشتهر النقل ولم يثبت بطريق معتمد ان المسالمة والمصالحة فى المرة الأولى كيف كانت ، وعلى ماذا جرت وأن القهر والاستيلاء فى المرة الثانية إلى ما أفضى ، وكيف فعلوا بها واستولوا عليه من الدور والأراضى وهل جرى فى امتناعهم ثانيا ما يقتضى الردة أم لا ، وإن لم يجر فذلك لأنه لم يقع الاعتماد ، على إسلامهم أولا ، ولم يعرف حقيقة حالهم فيه أو لأن الامتناع الثانى كان خروجا عن الطاعة لا ردة والله أعلم بحقائق الأمور.
رأيت بخط أبى عبد الله النساج رحمهالله محكيا عن بعضهم أن قزوين والرى عشريتان لأنهما فتحتا صلحا ألا ترى أنه نرك فيهما بيوت النيران ولو فتحتا قهرا لما تركت بيوت النيران وإنما جعل أهلها أراضيها