أحمد بن الخضر خاموش وببغداد أبا الحسين بن النقور ، توفى سنة اثنتين وخمسمائة.
كان الشيخ أبو سعيد تفقه على الخضرى خمس سنين ، ثم بعد وفاته على القفال خمسا أخرى وقرأ الحديث والتفسير على الام أبى على زاهر بن أحمد السرخسى ، ويروى عنه أنه قال مررت فى انصرافى من عند أبى على زاهر بلقمان السرخسى ، وكان من عقلاء المجانين : فرأيته يخيط خرقة على فروة له خلقة ، فنظر إلى فقال يا أبا سعيد أرى أن أخيطك مع هذه الخرقة على فروتى ، ثم قام وأخذ بيدى ، فمضى إلى خانقاه الشيخ أبى الفضل فدعاه وسلمنى إليه وقال هذا منكم فتعهدوه ، وانصرف فادخلنى أبو الفضل الخانقاه ، وأجلسنى فى الصفة وأخذ جزأ واشتغل بمطالعته فخطر لى طلب ما فى ذلك الجزء.
فقال الشيخ يا أبا سعيد تريد أن تعرف لم بعث الأنبياء ، بعثوا جميعا ليأمروا الخلق ، بأن يقولوا الله فأمروا بها فسمعها سامعون وما زالوا يقولونها ، حتى صاروا هذه الكلمة ، واستغرقوا فيها حتى دخلت قلوبهم واستغنوا عن القول قال أبو سعيد ، فأثر كلامه فى قلبى ، ولم أنم تلك الليلة واستأذنت من الغد فى الحضور عند الشيخ أبى على لدرس التفسير فأذن فلما دخلت عليه كان ورد اليوم (قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) فانشرح صدرى لأمور ، وظهر فىّ تغير عظيم فتنبه له أبو على وقال لى أين بت البارحة ، فقلت عند الشيخ أبى الفضل فقال : قم ، وعد إليه