من نيسابور ، وأنا ببغداد لأنشده شيخنا أبا المحاسن يوسف بن عبد الله الدمشقى فى معنى يناسبه.
لو كان لى سعد لساعدتكم |
|
لكننى لست بذى سعد |
فاستحسنه كل من بلغ.
فصل فى كيفية اقامته للعبادات واهتمامه بها
كان يحب النظافة فى الثوب ، والبدن ويعجبه قول من قال ادب الظاهر وتطهره عنوان أدب الباطن وتطهيره ، ويحتاط فى الاستبراء وربما أبطأ فى الخروج من الخلا لذلك لا لاطالة الجلوس ويداوم على الاستياك خاصة عند الوضوء ، ويحافظ على آداب الوضوء وسننه ، سمعت أبا البركات الباذينى يقول لم أر فى كثرة مخالطى أهل العلم صفرا وحضرا من يحافظ على تطويل الغرة (١) فى شدة البرد وفى المضائق العارضة مثل ما كان يحافظ عليها والدك.
كان يحب تجديد الوضوء ولا يؤدى المكتوبات إلا فى الجماعة ويقيم الرواتب فى البيت وربما صلى فى أول الوقت ، فاذا حضر الجمع أعاد ، وكان له ورد من التطوعات فى أول الليل وآخره ودعاء بكاء ، وتضرع فى الوقتين ، وكان يكثر الاعتكاف ، وقراأة القرآن فى شهر رمضان ، وربما أحضرنا فى الليالى الطويلة فنقرأ معه دورا ، وكان أكثر ما سأله من الله تعالى السعادة وحسن العافية ، ودوام العافية.
كان يحبّ أهل العبادة والصلاح ويكرمهم ويثنى على أهل الخير والمتمسكين بآداب الشريعة ، ويزجر المفتونين وأصحاب السطح والطامات
__________________
(١) كذا.