سمعت بعضهم : يقول دخل إمام الحرمين أبو المعالى رحمهالله ، داره يوما وقعد يبكى ويتضرع فسئل عن سببه فقال : كنت أمشى فى السوق فسمعت رجلا يقول : لآخر أن فى دارك صورا وهى محرمة فقال رأيت فى دار أبى المعالى صورا ، وقد دخلناها يوم كذا فلو كانت محرمة لما اتخذها فما عذرى فى هذا عند الله تعالى.
سمعت الامام العارف محمد بن أبى على القائنى رحمهالله ، يقول رأيت أمير المؤمنين عليا رضى الله عنه فى المنام ، فدفع إلى ذا الفقار وقال اضرب رقبتها وأشار إلى صورة هناك فنظرت فاذا الصورة كحلقة مدورة عليها عيون كثيرة مصطفة فضربت به الصورة ، فانقطع طرف منها واتصل أيضا فقال لى اضرب فقلت يا أمير المؤمنين أنت اقوى ضربا ، وذو الفقار فى يدك أحسن فقال إنما هى نفسك فعليك الضرب والمجاهدة ، وهذه الحكايات قد سمعت أكثرها بالمعنى من والدى رحمهالله.
فصل فى كثرة كتابته للعلم وشغفه
بالعلم وحرصه على جمعه
حمله على الاكثار من الكتابة لكتاب ، بتمامه تارة ، والتقاطا ، وانتخابا أخرى ، وكان فى قلمه شرعة وغالب الظن ان مكتوباته لا تنقص عن ثلاثمائة ، مجلدة ضخمة أو خفيفة ، وقد حافظ فيما كتب على أمرين مستحسنين أحدهما أنه لا يوجد فيما كتب شئ من الفنون المذمومة ،