السيرة فنقل من محلة آبائه طريق الصامغان ، إلى داره فى المدينة العتيقة وقام بتسليمه إلى المكتب وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية ، بأطيب مكسب ، وكان له حنين إلى تلك الدار التى نشأ فيها ، وأتذكر أنه تملك بعضها وربما همّ بالانتقال إليها ثم لم يتفق له ذلك.
لما خرج من الكتاب وهو فى حد الصغر بعد ذهب به جده إلى مفتى البلدة وإمام ائمتها أبى بكر ملكداد بن على العمركى رحمهالله وعرضه على عرض أم سليم أنسا رضى الله عنه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسأله أن يعلمه ما يحتاج إليه ويأذن له فى ملازميه فى البيت وخارج البيت.
ذكر له قومه وقبيلته فتقبله بقبول حسن إحتراما لذلك الشيخ وسعادة قضيت له فعلق عليه المذهب ، والخلاف وسمع عليه الحديث الكثير وكانت شفقته عليه شفقة الوالد على ولده ، أو حافده الواحد كلّ خلق حسن وأدب محمود فتخرج عنده وتوجه.
فصل فى أسفار تحصيله
لما تخرج وانتفخت عينه فيما كان مقبلا عليه من العلوم كان يعرض له عزم السفر على ما يتشوف إليه الأحداث من المحصلين ويعملهم ، عليه الجوالون الواردون من البلاد التى يتفق فيها ازدحام الطلبة فى كلّ عصر ولم يكن تسمح نفسه بذلك محاماة على جانب استاذه ملكذاد بن على ورعاية بخاطره فلم يسافر حتى انتقل الشيخ إلى جوار رحمهالله تعالى نعم