يمكث ، ثم إنه خرج ،
فاخبر بذلك عمر بن الخظاب ، فارسل إليه فقال : ما حملك على الذي فعلته؟ قال :
فعلته مع رسول الله ، ثم لم ينهانا عنه حتى قبضه الله. ثمّ مع أبي بكرفلم ينهانا حتى
قبضه الله ، ثمّ معك ، فلم تحدث لنا فيه نهيا. فقال عمر : أما والذي نفسي بيده
لوكنت تقدمت في نهي لرجمتك » .
ومن هنا ترى أنه في جميع الأخبار ينسبون
النهي إلى عمر ، يقولون : « فلمّا كان عمر نهانا عنهما » و« نهى عنها عمر » و« قال
رجل برأيه ما شاء » ونحوذلك ، ولو كان ثمّة نهي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان لنسبة النهي وماترتب عليه من
الآثار الفاسدة إلى عمر وجه كما هو واضح. وقد جاء عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : « لو لا أن عمر نهى عن المتعة
ما زنى إلا شقي »
وعن ابن عباس : « ما كانت المتعة إلأ رحمة من الله تعالى رحم بها عباده ، ولولا
نهي عمر عنها ما زنى إلا شقي ، .
ومن هنا جعل تحريم المتعة من أوّليّات
عمر بن الخطّاب .
بل ان عمر نفسه يقول : « كانتا على عهد
رسول الله ، وأنا أنهى عنهما » فلا يخبرعن نهي لرسول الله صلى الله عليه آله وسلّم
، بل ينسب النهي إلى نفسه ويتوعّد بالعقاب. بل إنه لم يكذب الرجل الشامي لمّا
أجابه بما سمعت ، بل لما قال له : « ثمّ معك فلم تحدث لنا فيه نهيا » اعترف بعدم
النهي مطلقاً حتى تلك الساعة ولا يخفى ما تدل عليه كلمة « تحدّث ».
__________________