أن كان قد أصدر أمرا بمنعهم عن الدخول ولم يمتنعوا. ولما دخل تيطس الهيكل ورأى قدس الأقداس وبهاءه أخذه العجب والدهشة وقال حقا أن هذا البيت الجليل ينبغى أن يكون بيتا لله ولقد أحسنت الأمم فى تعظيمها وتكريمها له وحملها الهدايا إليه ثم اشتعلت النار فى القدس وقويت على جميعه. ولما علم الكهنة بدخول الرومان إلى قدس الأقداس ليحرقوه جاءوا مستقتلين فحاربوا الرومان إلى أن لم يبق لهم حيلة فزجوا أنفسهم فى النار وقالوا لا عيش لنا بعد حرقه.
ولما علم اليهود الذين تبقوا فى المدينة أن قدس الأقداس قد أحترق مضوا وحرقوا كل ما كان فى المدينة من القصور الجميلة مع ما فيها من الذخائر والأموال. وفى ذلك الوقت ظهر رجل يدعى النبوة وقال : أن هذا البيت يبنى كما كان بدون شغل إنسان بل بقدرة الله فأستمروا على ما أنتم عليه وإذ سمع اليهود ذلك أجتمعوا وقاتلوا الرومان فظفروا الرومان بهم وقتلوهم بأسرهم وقتلوا كثيرا من اليهود الذين كانوا قد أمنّوهم فتم خراب هذه المدينة فى اليوم العاشر من شهر آب سنة ٦٧ بعد الميلاد وهدمت الأسوار والحصون إلى الأرض وأبقى ثلاثة من حصونها المنيعة لترى الصعوبات التى صادفها الرومانيون حتى تغلبوا عليها. وقال تيطس عندما نظرها ما من شىء سوى القدرة الإلهية جعلتنا أكفاء لأخذ هذه المدينة. ثم أمر بأن تجر سكّة الفلاحة فيها إشارة على تتميم خرابها وتم بذلك قول النبى ميخا ص ٣. ع ١٢ أن صهيون ستفلح كالحقل.