وسنة ١٦٧ ق. م
وشى قوم من أولئك الأشقياء بالعازر الكاهن الذى كان مقدام مترجمى الترجمة
السبعينية فأحضره فيلكس وأمره أن يسجد للأصنام وان يأكل من ذبائحه فلم يقبل وأخيرا
أماته معذبا. ووشى أيضا بالأخوة السبعة المعروفين بأولاد أشمونية فلما أحضرهم
فيلكس أرسلهم إلى أنتيوخوس فأمرهم أن يعبدوا الأصنام وإذا لم يقبلوا قتلهم معذّبين
أشر العذاب الواحد بعد الآخر وكان ذلك أمام عينى والدتهم التى كانت تشجعهم وتثبتهم
فى إيمانهم وأخيرا فى ذلك الوقت ماتت أمهم أيضا ثم أرتحل انتيوخوس من أورشليم بعد
أن حرض فيلكس على الثبات فى أهلاك كل من لا يسجد لأصنامه فأكثر من قتل اليهود وكان
ذلك واسطة لأهلاك جمع كثير.
وسنة ١٦٦ ق. م
قام رئيسا على اليهود رجل جبار من المكابيين وهو متثيا بن يوحانان الكاهن فإذا
بلغه رجوع انتيوخوس إلى رومية وكان فارا مع من. فرّ إلى الجبال أرسل ابنه يهوذا
سرا إلى أورشليم ليجمع كل أقوياء القلب ليحاربوا وينقذوا اليهود من ظلم اليونانيين
فقويت قلوب اليهودية. وإذا بلغ فيلكس وقواده ذلك جمع جيشا لقتال متثيا ولما قربوا
من الحل المقصود بلغهم أن قوما دخلوا إلى مغارة هناك وإذ لم يخرجوا أمر فيلكس
الملك أن يوضع حطب فى باب المغارة ويحرق فكان كما أمر فأختنق من فيها من الدخان
وعددهم ألف نفس. ثم صار قاصدا متثيا فوجده مع من معه مستعدين للحرب فشرع أصحاب
انتيوخوس يحثونه على اطاعة الملك أما هو فكان يجيب بالأمتناع وفى أثناء كلامهم
تقدم أحد جنود انتيوخوس وهو من اليهود الأشقياء وابتدأ يوبخ متثيا وأخذ خنزيرا
وذبحه وقدمه على هيكل كان بناه