وإذا سمّي بإضرب ونحوه قطعت الألف ليكون مماثلا للأسماء كإثمد ، بخلاف ابن وامرئ علما (١).
قوله : «والوصفيّة في نحو أحمر».
المراد بالوصفيّة كون الاسم موضوعا لذات باعتبار معنى هو المقصود ، وقد يغلب بعض الصّفات في استعماله اسما مطّرحة وصفيّته ، فتكون الوصفيّة الأصليّة معتبرة ، كقولهم : أدهم للقيد ، وأرقم للحيّة (٢) ، قال سيبويه : لم تختلف العرب في منع صرفهما (٣) ، وأسود للحيّة مثلهما في التحقيق.
وأمّا أجدل للصّقر ، وأخيل لطائر فيه خيلان ، وأفعى للحيّة ، فقد نقل سيبويه أنّ (٤) بعض العرب ترك صرفه (٥) ، وهو وهم ، لأنّها ليست بصفات في الأصل ، فتوهّمت الوصفية لكون أجدل من الجدل ، وهو القوّة ، وأخيل للخيلان (٦) ، وتوهّم أنّ أفعى بمعنى خبيث ، وأخيل ذو خيلان (٧).
وجرى الخلاف في أوّل بناء على أنّه أفعل [وأصله أوول](٨) ، كقول سيبويه (٩) ، أو فوعل [وأصله ووأل](١٠) ، كقول بعضهم (١١).
__________________
(١) انظر الكتاب : ٣ / ٢٥٦ ، والمقتضب : ٣ / ٣٦٦ ، وما ينصرف وما لا ينصرف : ٢٥ ـ ٢٦ ، والحلبيات : ٣٥٦.
(٢) انظر ما ينصرف وما لا ينصرف : ١٥.
(٣) انظر الكتاب : ٣ / ٢٠١ والمقتضب : ٣ / ٣٤٠.
(٤) في د : «عن».
(٥) ساق سيبويه هذه الأسماء الثلاثة وقال : «وعلى هذا المثال جاء أفعى كأنه صار عندهم صفة وإن لم يكن له فعل ولا مصدر». الكتاب : ٣ / ٢٠١. وذكر المبرد أن هذه الأسماء لا تصرف عند من يراها نعتا وقال : «وليس بأجود القولين ، أجودهما أن تكون أسماء منصرفة في النكرة». المقتضب : ٣ / ٣٣٩ ، وقال الزجاج : «وبعض العرب يجعله صفة لأنه يذهب إلى أنه إنما سمّي أجدل لقوته ، وزعم سيبويه أن الطائر اسمه أخيل فيه خيلان ، زعم أنّ فيه لمعة تخالف لونه فلذلك يمنعه من يمنعه الصرف ، وكذلك أفعى عنده» ما ينصرف وما لا ينصرف : ١٤ ، وانظر الكتاب : ٣ / ٢٠٠
(٦) كذا في الأصل. د. ط. ولعل الصواب «من الخيلان» ، قال سيبويه : «وأما أخيل فجعلوه أفعل من الخيلان» الكتاب : ٣ / ٢٠١ ، وانظر الهمع : ١ / ٣١.
(٧) «الخال : شامة سوداء في البدن ، وقيل : هي نكتة سوداء فيه والجمع خيلان». اللسان (خيل) ، وقوله : «ذو خيلان» جاء بعد قوله : «وأخيل للخيلان» في د ، وهو في غير موضعه.
(٨) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٩) انظر الكتاب : ٣ / ٢٨٨.
(١٠) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(١١) القائل بهذا هم الكوفيون ، وانظر ما سيأتي ق : ١٧٠ أ.